الآن نقول المجد والشكر للمعاطف الميدانية، بيضاء، أو بنية، أو خضراء، المدينة تلوذ بكم، القرية تلوذ بكم، والناس تحتمي بعملكم وشغلكم ومجهوداتكم التي تصل الليل بالنهار. نقف احتراماً وتمجيداً لسماعات الطبيب، ومعطف المسعف، وبدلة الجندي والضابط الذي يحرس البلد والناس، المتفاني في الميدان، بينما نحن نرابط بين أربعة جدران. أنتم من يزين هذه اللوحة البديعة التي خرجت لتنير الدروب والحياة والأمل، لا خوف ولا فزع. إن اللوحة الجميلة للعمل والعطاء والإخلاص للبلد أنتم من يحتل صدارتها، الآن يدرك كل الناس وكل من يأمل الحياة الجميلة والأمان والسلام والصحة وأيضاً النمو وتحدي كل جائحة أو مرض. لوحة جميلة تأتي على شكل جدارية كبيرة وعملاقة معلقة على صدر الوطن والبلد وحلم المستقبل لنتخيل أن هذه اللوحة البديعة ترتفع عالياً مثل ساري علم يرفرف للعلو والشموخ والصمود والعزة والعزم المؤكد أن يظل مرفوعاً بسواعد الأبناء، ولتكن لوحة مستطيلة مثل سلة تاريخية تحمل نقوش ورموز الوطن بالتأكيد سوف تكون للقوى الميدانية أولاً من أطباء والكادر الصحي الذين يفترشون الميدان، وكذلك للجنود وضباط الشرطة والقوى العسكرية المختلفة، ثم تأتي القوى العاملة في الميادين الأخرى.
وبعدها سوف تظهر الوسائل المساندة من إعلام يقدم الحقيقة ويدعم ويساند كل العاملين في الميدان.
هذه اللوحة ستظل حاضرة حتى تنجلي هذه الحالة المرضية المزعجة وتتعافى البلدان والمدن، وتعود الحياة إلى طبيعتها وتدور عجلة العمل والبناء، وتزخر الحياة بالفرح والسعادة والانشراح، بالتأكيد أن ما حدث سوف يحفظه الناس، وسوف يدركون ما هو الأهم في الحياة، وأي يد يجب أن يشد عليها بالتحية والسلام، وأين يجب أن تتجه الاهتمامات والمساندة والدعم في المستقبل، حيث يأتي المستقبل والعيادات والمدارس والجامعات ومراكز الأبحاث والتجارب العلمية والثقافية والفنية. هذه اللوحة المتخيلة التي تحمل صفوف الميدانيين من كل الفئات في المجتمع، والتي تقف الآن في الصفوف والخطوط الأولى، نتمنى أن تستمر مرفوعة أمام عين الشمس، وفي الفضاء الواسع المفتوح، ولا تهمل ويعتريها النسيان في قادم الأيام عندما يزول الخطر، وترحل الجائحة، وتعود الحياة إلى زهوها الأول.
وهل سيخرج حينها من هو الآن في الصفوف الخلفية، أو المختفي في الحَجْر، ليشارك بقصيدة أو أغنية يقدح كورونا، ويغسل شراعه بالدعاء عليه وإعلان انتصاره وهزيمته بأبيات شعرية قوية جداً مثل ذلك الدواء والعلاج الذي هزم كورونا؟!.
ربما تنقلب اللوحة المرفوعة لصفوف القوى الميدانية الساهرة ليل نهار من أجل الناس والبلد، ونشاهد اللوحة يعتليها صاحب القصيدة والأغنية التي هزمت كورونا، فيما الطبيب والعسكر والشرطي والعامل أسفل الصورة/‏‏‏ اللوحة! لكن بالتأكيد: تعلَّم الناس درساً مؤثراً قد يمتد طويلاً.