خذ كماماتك وارحل، خذ براقعك وابحث عن أرض تزرع فيها الخوف والفزع، لا تنس أدواتك التعقيمية، ابحث عن مكان تزعق فيه الغربان وقبرات المقابر أيها المرض الكريه، أما طيور الحرية وعصافير الجنة والطيور البيضاء البحرية، فإنها سوف تهزمك وتغني للحرية، للحياة، للجديد، للانفكاك من كمامة المرض الذي جاء مثل أسراب الغربان ونعيقها، وأصوات البوم المتشائم.
بعيداً عن كل ذلك، سوف نعزف أغاني الحياة الجديدة، سوف نطوي أيام النكد والحجر وسوداوية الوقت، وارتعاشة البعض الذي تمترس خلف برقع وكمامة وقفاز، وظل حارساً للركود والجمود في الحياة، وكأن الزمن يعود إلى ماضٍ سحيق، لا شيء غير أن تنام مع غروب الشمس، وتعد النجوم من سطح منزلك أو تجلس أمام النواهي والنصائح المتكررة حد الضجر والملل.
لم تمر حالة كهذه على الناس أبداً؛ بأن يظلوا حبيسي المنازل، حتى في أقدم العصور كانت الناس تتكل على الله، ثم تمارس حياتها الطبيعية، والله كفيل بالعباد، فهو الشافي وواهب الحياة.
هكذا سارت الحياة في أزمنة قديمة، مرت فيها أمراض مشابهة، لكن عجلة الحياة لم تتوقف، الآن وسائل كثيرة تزعق، وتبث الرعب والخوف ليل، نهار، مستغلة هذا التطور في علم الاتصال، ولكن للأسف في هذه المحنة كانت تزيد النار حطباً.
هذه أبواب الحرية والإشراقات الجديدة الجميلة تأتي كالعيد، بل مثل مواسم الربيع الزاهية.. الآن نستطيع أن نقول للمتشائمين وزارعي الخوف والمروجين للمرض والجائحة، خذوا كماماتكم وارحلوا، خذوا عناصر الشؤم وجامعي أخبار المرض وناشري الحزن والخوف في كل زاوية وموقع، خذوا كل تلك الوسائل والرسائل والنواهي وارحلوا.. الحياة لا تحتمل المتشائم ولا المتشائل، وتقبل فقط زارع الفرح ومتحدي الصعاب وعاشق الحرية والجمال والورد، بلد جميلة مسيجة بالحب والاقتحام للجديد دائماً والحرية الواسعة، لا تحتمل من وجد في الظروف التي مرت بالعالم فرصة ليمرر بؤسه وسوداويته الدائمة، ويسعى لأن نظل في حزن دائم.
هذه أبواب الجمال تشرع، وهذه الحياة تعود من جديد، وهذه القيود وسلاسل الحجر تحطمها أيام الفرح القادمة بقوة، وعودة الحياة والناس إلى سابق عهدهم، سوف ترحل هذه السنة الكئيبة، وتزهو وتزهر الحياة، لن نتذكر الكمامات ولا براقع الخوف ولا قفازات السقم ولا المعقمات التي ندهن بها أيدينا ليل نهار، وأيضاً لا نريد أن نتذكر أصوات المتشائمين ولا المتشائلين، فقط الأصوات الجميلة والوجوه الجميلة التي لا تحجبها الكمامات.
نحن الآن نغني للحرية المطلقة.. للأبواب المشرعة ليل نهار.. للأمل الجديد الذي تزرعه الإمارات دائماً.