يقولون: يخف وقع المصيبة، عندما تكون محاطاً بمن يحبك ويخفف عنك ألمها، ولهذا هناك بيوت عزاء، وهناك أصدقاء وأشقاء. 
وما حدث في بيروت الأسبوع الماضي من تفجير، هو الثاني في القوة بالتاريخ البشري، بعد قنبلتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين، خلال الحرب العالمية الثانية، وألقتهما الولايات المتحدة، أقول بعد ما حدث، وجد لبنان نفسه محاطاً بحب العرب، ووجد طائراتهم ومعوناتهم الطبية، والأهم وجد تعاطفهم الحقيقي ودعمهم، واحتضانهم لأهله بكل طوائفهم وبدون تمييز. 
نعم، وجد لبنان الحب الأصيل والنقي، وجد الحب غير المشروط وغير المسيس، لأن الدم يحن كما يقول المثل، ولبنان في قلب كل عربي شريف حريص عليه وعلى أهله. 
لم ولن أقصد أن أكتب في السياسة، لأن ما حدث في لبنان من دمار، هو أمر إنساني يجب على كل من لديه قلب أن يحزن ويتعاطف، ويساعد قدر استطاعته، لهذا هب العرب للمساعدة والنجدة، بغض النظر عن الاختلافات في المواقف السياسية. 
وبما أني أكتب في مطبوعة إماراتية، لهذا أتذكر كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما قال: عمار لبنان من عمار الإمارات، وعمار كل الدول العربية التي تؤمن بعروبتها، فمن لا يؤمن بعروبته يمكن عنده رأي ثان، وعمار كل دولة عربية تؤمن بعروبتها، هو من عمار لبنان، وإصلاحها من إصلاح لبنان، وهذا أمر لا شك فيه، ونحن ندرك ما مر به لبنان من خراب ودمار، ونحن معه إن شاء الله في كل ثقيلة وخفيفة، ودعمنا للبنان لن يتوقف، وسنكون أول المشاركين في إعمار لبنان، وتقوية لبنان وفي كيان لبنان. 
رحمك الله يا شيخ الإنسانية والخير، فقد حمل أبناؤك الراية من بعدك، راية المساعدة والإغاثة واللهفة والتعايش والتسامح، والوقوف مع الشقيق والصديق، وإغاثة الملهوف والمحتاج، حتى باتت دولة الإمارات من أكبر الدول المانحة للمساعدات في الدنيا، وهي ليست من أكبر الدول حجماً أو سكاناً أو حتى دخلاً، ولكن قادتها مشوا على نهج المؤسس وقناعاته بأن الخير يعم على الجميع. 
وأعتقد أنه من المفترض على أصحاب الشأن في لبنان، أن يعترفوا أن البلد وصل إلى نقطة، يجب أن تكون الفاصلة في تاريخه، بعد سنوات طويلة من المعاناة والفساد والخلافات والحروب، نقطة يجب أن تكون بداية النهاية لكل ما عاناه اللبنانيون على أيدي بعضهم البعض. 
قبل الختام: صديقي العزيز محمد البادع احتفل مؤخراً بعيد ميلاده الذي أخفى فيه الأرقام، وأنا أقول له: العمر مجرد رقم، وأنت رقم صعب في الصحافة العربية، وليست الإماراتية فقط، كل عام وأنت صديقي ونجم الكلمة والقلم.