ما زلنا في قائمة الدول الأكثر أماناً من جائحة كورونا، بحسب التصنيفات العالمية، وآخرها تقرير مجموعة «دييب نولدج» ومقرها هونغ كونغ.
صنف التقرير الإمارات الدولة الأولى الأكثر أماناً من الفيروس عربياً، ورصد تقدمها على كندا وهونغ كونغ والنرويج والدنمارك وتايوان وهولندا وآيسلندا وفنلندا ولوكسمبورغ والولايات المتحدة والسويد، معتمداً على 130 معياراً نوعياً وكمياً.
أبرز هذه المعايير يتمثل في: «كفاءة الحجر الصحي» و«الكفاءة الحكومية»، إضافة لـ«كفاءة المراقبة والكشف» والذي تبوأنا فيه المرتبة الثالثة بالعالم، متقدمين على اليابان وألمانيا وكندا وهونغ كونغ والصين.
اللافت في التقرير أن الإمارات حلت بالمركز الثاني عالمياً في «مؤشر التأهب للطوارئ» بعد الصين، الأمر الذي يعكس حجم الجهد المبذول من الجهات المعنية في هذه المواجهة التي ما زلنا نمتلك أدوات إدارتها باقتدار، بفضل قدرات منظومتنا الصحية وإمكاناتها الاستثنائية.
فلدينا «أكبر مختبر في العالم خارج الصين لتشخيص كورونا»، ولدينا متابعة نشطة حققت أعلى معدلات الفحص قياساً بعدد السكان على مستوى العالم، حيث نجري الفحوص المخبرية في المستشفيات والمراكز الصحية، ومراكز الفحص المنتشرة في سائر ربوع بلادنا.
وبينما تعاني دول من شحّ في المستلزمات الطبية، ترسلها الإمارات أطناناً لنحو 111 دولة حتى الآن، متكئة في ذلك على مخزون استراتيجي قوي، تم بناؤه وفق رؤية استشرفت المستقبل.
كل هذه المعطيات تعني أن مناعتنا قوية ونمتلك أدوات المواجهة تماماً، الأمر الذي يجعلنا في مأمن من أي تداعيات للفيروس على المواطنين والمقيمين، أو على الاقتصاد، وكل مناحي الحياة.
وعلينا أن نعي أن ذلك كله مرهون بمدى التزامنا بالإجراءات الاحترازية والتدابير، والتعايش مع كورونا بيقظة مجتمعية.
قد يشير البعض هنا إلى تذبذب الإصابات نسبياً الأسبوع الماضي، ورغم أن معظمها بسيطة ومتوسطة، إلا أننا نرى أن النجاحات التي حققتها منظومتنا الصحية أوجدت شعوراً لدى البعض بأن كورونا قد اختفى، فحدث نوع من التغافل أو التساهل في اتخاذ الإجراءات والتدابير.
وهنا نقول: صحيح، مناعتنا قوية ونمتلك أدوات المواجهة، لكن اليقظة مطلوبة، والصبر على الإجراءات والتدابير ضرورة، ولنعلم أن «كورونا» ليس فيروساً «مستأنساً».