تشهد الولايات المتحدة اليوم إبرام معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، «اتفاق إبراهيم» حدث تاريخي للمنطقة والإقليم منح المنطقة فرصة منطقية لتحقيق سلام شامل ينهي سنوات أثقلتها الصراعات.
ويؤكد أن كل تقدم وتطور حققته البشرية كان مرتبطاً في المقام الأول بالتوجه للمستقبل، بمعنى التطلع إلى حياة أفضل، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بتوافر أجواء السلام والتعايش.
التاريخ يشهد أن الصراعات والعداءات تعطّل روح الأمم، وتجمد حركتها، وإذا قرأت وقائع التاريخ وتحولاته عبر العصور كلها، سنعرف أنه لم يحدث مرة أن قامت وتأسست حضارة في بيئة من الصراع والعداء والتوجس، فمثل هذه الأجواء لا تحقق تنمية ولا تطوراً، ولا تؤدي إلى تقدم إنساني، بل تساهم في التراجع، وترسخ الجهل والتخلف.
النظر إلى ما يعيشه العالم من تحديات إقليمية توضح لنا ما يعنيه أن يكون السلام الذي يصون الحقوق، ويصون حياة الإنسان ومستقبله، منقذاً ومخرجاً وضرورة عاجلة، وبهذا المعنى يصبح السلام خيار الذين يعرفون قيمة الغد، قيمة البحث عن المشتركات التي تجمع بين البشر، المشتركات التي ترسخ التعايش والتآخي في إطار وحدة إنسانية شاملة.
من هنا يمكن وصف نهج السلام الإماراتي باعتباره نهجاً مستقبلياً وشجاعاً يضع حداً للصراع بين أطراف الإقليم، نهجاً يدشن مستقبلاً أفضل للأجيال المقبلة، والإمارات بذلك تمارس سيادتها واستقلالها على قرارها الوطني.
وتعرف كيف تحافظ على مصالحها ومصالح الأشقاء والأصدقاء في الإقليم، كما تظل الحقوق الفلسطينية الثابتة في قلب اهتمام القيادة السياسية الإماراتية، وفي وجدان الشعب الإماراتي، ويعرف الفلسطينيون جيداً من وقف مع قضيتهم داعماً ومسانداً من دون تردد أو مزايدة، في الوقت الذي مارس فيه آخرون شتى أنواع ودرجات المزايدة التي لم يكسب منها الشعب الفلسطيني شيئاً، مع الأسف البالغ.
أن تذهب إلى السلام يعني أن تذهب إلى المستقبل، أن تملك الحكمة التي تجعلك في قمة إنسانيتك، ووعيك، وقدرتك على أن ترى العالم عائلة واحدة من دون تصنيف أو تمييز.