كما توحّدت إرادتنا، تتوحّد مشاعرنا مجدداً مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية، حيث يمثل اليوم الوطني لمملكة العز ذكرى عزيزة على قلب وعقل وفكر كل إماراتي، في ظل عمق علاقات الود والمحبة بين شعبينا، والتقدير الذي نُكنّه جميعاً لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
نؤمن كإماراتيين بأن المملكة العربية السعودية الشقيقة هي أقوى أركان الأمة وصمام أمانها والمدافع القوي عن مصالحها. وننظر بتقدير كبير إلى جهودها في إعادة أمتنا إلى مكانتها ووقوفها بحزم في وجه أي أطماع أو مؤامرات تحاك ضدها، فيما سيذكر التاريخ بكثير من العرفان المواقف والقرارات الحاسمة لقيادتها في هذا الصدد.
ولا نبالغ حينما نقول: إن علاقاتنا مع المملكة تجاوزت التضامن والتعاون إلى «التوأمة» على الصعيدين الرسمي والشعبي، الأمر الذي تشهد له المواقف التاريخية والآفاق الاستراتيجية القائمة على أسس تاريخية صلبة تعززها روابط الدم والمصير.
ويأتي احتفالنا اليوم، ليشير بجلاء إلى أن مواطني البلدين يعيشون في نسيج واحد، ويحملون طموحاً مشتركاً لمستقبل مشرق، في ظل ترابط ثقافي واجتماعي متأصل، وتاريخ واحد، ومصالح مشتركة، ورؤى متوافقة، وضع أساسها الآباء المؤسسون، وتستكمل مسيرتها قيادة حكيمة، خاصة مع إنشاء «المجلس التنسيقي الإماراتي- السعودي» الذي أضاف لبنة قوية إلى العلاقات، وارتقى بها إلى آفاق استراتيجية تنعكس بشكل إيجابي على جوانب الحياة اليومية لشعبي البلدين، وتحقق أمن واستقرار المنطقة، وتعزز مكانة الدولتين إقليمياً وعالمياً.
ستظل المملكة «عمود الخيمة»، بفضل حكمة قيادتها ونبل شعبها، وستبقى علاقاتنا معها نموذجاً استثنائياً للتكامل والتعاون هدفه الرخاء والأمن والاستقرار والتنمية.
دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية جسدان بروح واحدة، وتعاونهما المشترك اليوم أقوى بكثير مما مضى، وهو عنوان لمرحلة نهوض حضاري عربي.