لأسباب كثيرة، لا يمكن الفصل بين «الاتحاد» الصحيفة، و«الاتحاد» الدولة، لعل أبرزها: أن نشأة الأولى كانت إحدى مقدمات الثانية، حيث الحلم الذي طالما راود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والذي سرعان ما تحول إلى حقيقة.
ففي مثل هذا اليوم، وقبل 51 عاماً، وبينما كان الراحل الكبير يجري مباحثاته مع إخوانه حكام الإمارات، حول قيام «دولة الاتحاد»، صدرت أوامره بإنشاء صحيفة تحمل اسمها، لتكون فيما بعد الشاهد على التأسيس والمواكب للبناء والتمكين.
ومنذ ذلك الحين، كان لـ «الاتحاد» حضورها الكبير، مستمدة قوتها من قوة هذا البناء الراسخ، تشكل الوعي، ترصد، تؤرخ، تواكب، تستلهم، تلامس، تعبر، تساند، تؤدي دورها التنموي الذي يحترم الحقيقة بدقة وأمانة ومسؤولية، حيث المصداقية مبدأ لا يمكن التفريط أو الإخلال به بأي حال.
بمهنية خالصة للوطن وقيادته، ويقين بأن «للإمارات قصة تستحق أن تكتب».. حضرنا في كل الميادين، وواكبنا جميع إنجازات بلادنا رغم إيقاعها السريع. جهودها في التأسيس، في التنمية، التعليم، الابتكار، التكنولوجيا، الاقتصاد، الثقافة، الصحة، الرياضة، السياسة، التمكين.. آمنا بقيمها، وإنسانيتها، تسامحها، سلامها، تميزها، وفرادتها.
مثلت مصلحة الوطن وسمعة الدولة والمحافظة على مكتسباتها ومنجزاتها الأساس في عملنا، ولم ننزلق في وقوفنا بوجه الحملات الدعائية ضد الإمارات ودفاعنا عن قضاياها إلى مستوى ما تكتبه أسماء مستعارة أو حسابات مزيفة، بل عملنا من مبدأ إماراتي راسخ بأننا لا نشبه خصومنا، ولن نشبه إلا أنفسنا.
وكما واكبت «الاتحاد» طموحات المؤسسين، وجهود التمكين، تواكب اليوم الاستعدادات الجارية للخمسين عاماً المقبلة، ومنظومة التحديث الحكومي، وعصر الفضاء الإماراتي، والبحث العلمي، وجهود استئناف الحضارة.
وبعد 51 عاماً، تتواصل عملياتنا لتطوير وإثراء المحتوى، بما يتلاءم وروح العصر عبر تعزيز مسيرة التحول الرقمي بمختلف المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال كفاءات مواطنة تمثل امتداداً لجيل حمل أمانة الكلمة ولديه اليقين نفسه بأن «للإمارات قصة تستحق أن تكتب».
بعد 51 عاماً على صدور العدد الأول، نعمل ضمن فلسفة جديدة، ونرسخ مكانتنا كمؤسسة استراتيجية تحمل اسماً غالياً، ونواصل حضورنا، ونتصدّر المشهد، ونكبُر مع الوطن.