وأنت تطل على منطقة السمحة، تشعر وكأنك تعانق أفقاً فسيفسائياً مخصباً بجمال العمران، وسجية الفن البنائي، وخصال المنمنمات الزاهية، وهي ترفرف بألوان البهاء كأنها الأجنحة الرهيفة في فضاء البلد، الذي ترعرعت مشاعره على ربوع ازدهرت بالنبوغ، وبلوغ الذروة القصوى في التنسيق، والتشويق، ما يعد وثبة جديدة في مجال التنمية، وصناعة البهجة، وإنتاج البذخ، بكل صوره، ونماذجه، وأشكاله، وهو ذلك النسق الفكري الذي تسير عليه بلادنا، وتنتمي إليه ثقافة ترسيخ الرفاهية، كجذر لارتقاء مصعد الحياة من دون تعب، أو سغب، إنها الرؤية الحكيمة لقيادة استدلت على المعنى في التلاحم من خلال وميض الحب الذي يجمع الكل في الكل، ولا يدع شرخاً، ولا ثقباً في الجدار.
 مشروع السمحة السكني نموذج حي لإبداع الذين يتوقون دوماً إلى ترتيب حبات العقد الفريد، ضمن أسس أخلاقية، ودينية، وثقافية، واجتماعية، والذين ينتجون من الواقع ما يناسب الواقع، ويلتئم به، وينسجم معه، ويسمق، ويتألق، ويصبح في الوجود كوكباً في الزمان والمكان، ويصبح موكباً في المسيرة المظفرة، يصبح لحناً كونياً يختزل انتظار الناس لحصن العمر، في عبارة واحدة «لا تشلون هم»، هي تلك الحروف التي نبس بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تصبح الآن في كل مرفق، وكل مصلحة للوطن والمواطن، مآل شغف
 ولهف، وهي الحروف التي تمر على وجدان الناس كأنها النثات في ساعة الهطول، وكأنها الهفهفات لحظة بشة الفؤاد، وكأنها الوميض في وقت تفتح فيه الشمس نوافذ الشروق، وكأنها النسمة عندما تترقرق نياط الوجود.
 مشروع السمحة السكني يفتح مائتين وخمسين باباً، تطل من خلالها وجوه تشرق بالفرح، وعيون تشع بالبريق، وقلوب مسكونة بالشكر والعرفان لأيد ما كفت عن العطاء، ولا توانت عن البذل.
 مشروع السمحة السكني سوف تسكن في نشوئه نفوس، وترتفع رؤوس، وتتجلى طلائع خير، على إثرها، ستبدو المنطقة -المدينة مثل أحلام الطفولة، مثل خيال الطير، مثل فكرة الصحراء في عبقريتها، وبداهتها.
 مشروع السمحة السكني، طريق الأسر التي توخت الأمل، فجاء مكللاً بالنتائج المبهرة، متوجاً بحقيقة الازدهار الذي تعيشه الإمارات، رافلاً حرير حلم ذات ليلة، الذي أصبح واقعاً، كما هي كل أحلام مع من يعيش على هذه الأرض، فأحلامهم واقع يمضي في التاريخ أعشاب حياة، وأزهار عطر وثمار أزدهار.