تجارب السينما المحلية التي ظهرت على ضفاف الحراك الفني في الإمارات في البداية ظهرت كمحاولات صغيرة هنا وهناك، واستمرت في السير خطوة خطوة على أيدي المحبين للفن السينمائي، وكان يسندها تاريخ ليس بالقصير منذ أن ظهرت السينما في الإمارات على شكل قاعات للعروض، حيث امتدت إلى المدن البعيدة في السبعينيات وخلقت جمهوراً لا بأس به، وإن تصدرت العروض وتقديم الأفلام السينما الهندية وجمهورها الكبير، ثم الأفلام الأجنبية والعربية. كانت مناطق الصحراء متعطشة لهذا الفن، وظل الفيلم السينمائي المثير في حكاياته البطولية والحروب وأفلام البطل الواحد ذي القدرات الخارقة هو سيد الأفلام التي يقبل عليها جمهور العالم الثالث، وكذلك جمهور الإمارات، وتطورت وكبرت قاعات العرض ودور السينما، بحيث أصبحت لكل مدينة من مدن الإمارات أكثر من قاعة للعروض السينمائية، وأصبح للأفلام ذات المستوى العالي جمهور من الجنسيات العربية والمحلية والأجنبية. وأخذ الاهتمام وطريقة العرض مستويات جديدة وطرقاً جديدة أيضاً في تصميم قاعات العروض ودور السينما. وبظهور «المولات» والأماكن الحديثة والأسواق الجديدة والأحياء الجديدة، أصبح لهذه السينما عشاقها وروادها من الشباب الجدد بعد أن ظهرت الأفلام الجديدة ذات التقنية العالية في الإخراج والرؤية والفن، ما حرّك حب السينما عند العديد من الشباب الجدد، وأثار فيهم عشق السينما.
ظهر ذلك واضحاً على فكرة الاهتمام بالسينما ودخول الجوانب الحكومية في رعاية ودعم كل المشتغلين على فكرة المهرجانات السينمائية، حيث لاحظنا خروج أكثر من مبادرة في أبوظبي ودبي، وهذا زاد من فكرة العناية بالسينما والاشتغال عليها، حتى أنها نالت صدى وأصواتاً مؤيدة ومشجعة في أكبر المدن والبلاد المعنية والرائدة في مجال السينما الأجنبية والعربية، وأخذت تلك المهرجانات والأفكار مساحة من الاهتمام عند الجمهور، خاصة عند البدايات ومع الدعم الإعلامي الذي نالته. ولكن السينما ليست فقط مهرجانات وحضوراً وتكريم رواد العمل السينمائي في مجال الفن والسينما المحلية والعربية والأجنبية، السينما عمل وفن وحب واشتغال دائم على فن له أهدافه ومقاصده ورؤاه. السينما والفن السينمائي مسؤولية فنية واجتماعية وتاريخية ليست احتفالات وحسب، وإنما اشتغال في الميدان وإنتاج له رسالة سامية. للأسف في ظل الظروف الأخيرة خفت الاشتغال على السينما وتوارت الكثير من الأعمال الجميلة، ولكن الأمل معقود على عشاق السينما للعودة إلى الساحة الفنية بالجديد.