الخميس المقبل يعلن «الفيفا» اسم الفائز بجائزة أحسن لاعب في 2020، من بين ثلاثة نجوم، وهم ميسي ورونالدو وليفاندوفسكي.. وأتذكر الآن تعليق الفرنسي أنطوان جريزمان الذي جاء ثالثاً في عام 2018، بعد الكرواتي لوكا مودريتش والبرتغالي كريستيانو رونالدو: «ما هي قواعد منح تلك الجوائز.. ماذا أفعل ؟ لقد فزت بثلاث بطولات، وهي كأس العالم، والدوري الأوروبي، والسوبر الأوروبي!» 
نعم على أي أساس تمنح جوائز الأفضل في عالم كرة القدم؟ سبق وأن ناقشت هذا الأمر كثيراً، لأنه يحيرني.. فعندما منح ليونيل ميسي جائزة أحسن لاعب في مونديال 2014، كان ذلك جريمة في حق الجائزة، لأنه لم يكن يستحقها في تلك البطولة، وعندما تظل الكرة الذهبية حائرة بين ميسي ورونالدو سنوات، وهما من المبدعين بالطبع، لكن يبدو الاختيار متأثراً بالفريق الذي يلعب به كل منهما، ولعل ذلك من أسباب غياب البريق عن رونالدو، بعدما ترك ريال مدريد، إلى يوفنتوس، وهو أيضاً من أسباب منح جريزمان المركز الثالث عام 2018، لأنه يلعب في صفوف أتلتيكو مدريد.. فهل يتكرر الأمر نفسه مع البولندي ليفاندوفسكي، نجم بايرن ميونيخ؟
هو المرشح الأول بالأرقام والبطولات.. فاز بـ «البوندسليجا»، وبكأس ألمانيا، وببطولة دوري أبطال أوروبا، وسجل 55 هدفاً، كما أنه حصل على جائزة أفضل لاعب في ألمانيا وفي أوروبا.. لكن هل تكفي الأرقام؟ 
الأرقام مهمة ولها دلالات، لكنها ليست كافية، وفي ذاكرة كرة القدم لاعب برازيلي خرج من كتاب التاريخ، مع أن أرقامه كانت أفضل من أرقام بيليه، وهو أرثر فريدرنيخ الذي سجل 1329 هدفاً، وهو أكبر عدد أهداف سجله لاعب في التاريخ.. لكن هذا اللاعب المولود لأب ألماني وأم أفريقية لا يعرفه الملايين، مع أنه كان وراء كسر احتكار شعبية سباقات الخيل في البرازيل، حين سجل هدف الفوز لبلاده لتحرز بطولة كوبا أميركا عام 1919، ومن سوء حظه أن أحداً لم يشاهده لظروف عصره، ومعلوم أن بيليه سجل 1281 هدفاً.. لكن الجوهرة السوداء شارك في 4 بطولات لكأس العالم وفاز بثلاث منها وشاهده الملايين. 
** المشاهدة، ومعايشة النجم وزمنه، والفريق الذي يلعب له، وقوة المسابقة المحلية ذاتها، وشركات الرعاية، تؤثر في الاختيار، لكنني أختار في اللعبة الجماعية الإبداع قبل الأرقام، فالبطولات يفوز بها فريق وليس ميسي أو رونالدو.. وهنا قد نقف أمام معنى الإبداع في كرة القدم، فقد يكون إبداع المهارة أو إبداع التكتيك الفردي.. ولذلك دعونا نقول: مبروك ليفاندوفسكي!