أقدم نسخة من كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، تسكن الآن في المتحف الوطني لمدينة مانشستر، بمبادرة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة مالك نادي مانشستر سيتي. 
وردود الفعل الإنجليزية لعودة الكأس إلى المتحف الوطني في مانشستر كانت واسعة، لأن الأمر يتعلق باحترام التاريخ، وبالشغف بالتاريخ. 
وهذه هي الكأس الأولى التي فاز بها مانشستر سيتي عام 1904، عندما تغلب على بولتون واندررز بهدف مقابل لا شيء، في المباراة النهائية. 
عندما أعدت كتابة تاريخ النادي الأهلي المصري، مكثت أربع سنوات في القراءة والصياغة، بناء على محاضر مجلس الإدارة منذ 1907، وكم كان رائعاً أن أرى في محضر مجلس الإدارة الأول الذي كتب باللغتين العربية والفرنسية، أن الاجتماع عقد الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم 24 أبريل، في منزل الإنجليزي ميتشل أنس رئيس النادي بالجيزة. 
وأظن أنني أبلغت إدارة وعشاق الأهلي اسم صاحب فكرة تأسيس النادي، وهو عمر لطفي بك ولماذا أسسه. 
والآن وأنا على وشك إصدار كتاب عن النادي الإسماعيلي وعن تاريخه، قرأت ما يقرب من خمسة آلاف وثيقة على مدى خمس سنوات. 
في مايو من عام 2004 سجل كتاب «الفيفا» الصادر بمناسبة مرور مائة على تأسيسه، وجاء في الكتاب أن أقدم كرة قدم موجودة في التاريخ كانت في مصر الفرعونية، حيث لعب المصريون القدماء بكرات مصنوعة من الخشب والجلد وورق البردي، ولأن التاريخ لابد من توثيقه، فقد جاء في الكتاب صورة لتلك الكرة التي تسكن متحف «الفيفا». 
إبنيزير كوب مورلي مؤسس نادى بارنز عام 1862، يعد الأب الروحي للكرة الإنجليزية الحديثة، وهو الذي كتب رسالة في منتصف عام 1863 إلى صحيفة تسمى «حياة بيل»، إحدى أشهر المطبوعات الرياضية الإنجليزية الصادرة في لندن في هذا الوقت، وكان يملكها روبرت بيل، مقترحاً صياغة قانون للعبة كرة القدم.. وترتب على هذا الخطاب عقد الاجتماع التاريخي الشهير في 26 أكتوبر 1863.. وكان هذا اليوم بداية لستة اجتماعات متتالية استغرقت 44 يوماً، وانتهت في 9 ديسمبر من العام نفسه. 
ومن تفاصيل التاريخ، جاء أن تلك الاجتماعات عقدت في أجواء لندن الباردة، في ساعة متأخرة من الليل بشارع الملكة، في حانة أمير ويلز بأحد المباني التي تقع في هذا الشارع، مازال قائماً حتى الآن، وقد تحول إلى فندق.. 
** كم هو جميل قراءة تاريخ، وتسجيل وفهم التاريخ، وكم هو جميل أن يسكن التاريخ أمامك في كتاب أو في متحف للأجيال القادمة.