دلالات عدة تعكسها مشاهد تسارُع عمليات التطعيم ضدّ «كوفيد - 19» في بلادنا، وتسجيلنا أعلى معدلات توزيع جرعات اللقاح، بعد أن زاد عددها على 1.7 مليون جرعة حتى يوم أمس.
ولعل أبرز هذه الدلالات أنها كشفت عن مكامن قوّتنا في إدارة الأزمات، والإمكانات الاستثنائية التي تملكها منظومتنا الصحية، والوعي اللافت الذي يتمتع به المواطنون والمقيمون، الأمر الذي جعل الإمارات إحدى الدول الأكثر أماناً من الجائحة، بحسب التصنيفات العالمية.
تشير هذه المشاهد بجلاء إلى قدرتنا في إدارة الأزمات، عبر دقة التخطيط والاستجابة الفاعلة، الأمر الذي بدا منذ اللحظات الأولى لتسجيل إصابات في الإمارات، خاصة مع تقدّمنا على دول مثل اليابان وألمانيا وكندا وهونغ كونغ في «كفاءة الحجر الصحي»، و«الكفاءة الحكومية»، إضافة لـ«كفاءة المراقبة والكشف»، والمتابعة النشطة التي حققت أعلى معدلات الفحص، قياساً بعدد السكان، وحصولنا على المركز الثاني عالمياً في «مؤشر التأهب للطوارئ» بعد الصين.
واليوم، ومع تلك المشاهد تبدو، بوضوح شديد، مرتكزات القوة التي يستند إليها قطاعنا الصحي في مواجهة الفيروس، ضمن «الحملة الوطنية لتلقي اللقاح»، التي لم تفرق بين مواطن ومقيم، بينما اللقاح بالمجان واختياري، لتتجلى من جديد إمكاناتنا الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وتكون لنا خصوصيتنا في السياسات والإجراءات.
بقي القول: إن مشهد تلقي الوالد نخيرة الظاهري اللقاح، وهو ابن الـ97، وعدم انتظار وصوله إليه ضمن خدمات راقية تقدمها الإمارات لكبار المواطنين في منازلهم، يعكس إلى أي مدى وصل معدل «الوعي» بين المواطنين بأهمية الإجراءات المتخذة لمواجهة الفيروس، ما يزيد من إيماننا بسلامة النهج الذي جعل من الإمارات شريكاً رائداً للجهود العالمية الرامية للتصدي للوباء، ويجعلنا أكثر اطمئناناً إلى أن القادم أجمل وأفضل.