بإعجاب وفخر شديدين، طالعنا خبر اختيار نورا المطروشي ومحمد الملا للانضمام إلى برنامج الإمارات لرواد الفضاء في دورته الثانية، ليشكلا معاً مصدر إلهام إماراتي جديد للشباب العربي وللأجيال الجديدة.
الأرقام تقول: إن عملية الاختيار جاءت من بين 4300 مواطن ومواطنة كانوا قد تقدموا للبرنامج، 33% منهم إناث، ما يشير بجلاء إلى أن لدينا هذه الثروة الكبيرة من الشباب الطموح العاشق لصناعة المستحيل، والمستعد للتحليق بعيداً بأحلامنا وطموحاتنا.
أمر آخر تشير إليه الأرقام، وهو نجاح عملية التعليم ببلادنا واستراتيجيتها في صنع العقول والمواهب. فلم يكن من الممكن أن تدخل بلادنا تاريخاً جديداً يصنعه شبابنا ويجعلنا أمام آفاق رحبة من الطموح والتحدي، لولا هذا المناخ التعليمي المتطور، والبنية المؤسسية للبحث العلمي والابتكار، ومن خلفه إرادة سياسية، عرفت شروط الحياة في المستقبل، وآمنت بأن العلم أساس التقدم، وأن من دونه، لا يمكن للحضارات العريقة أن تستأنف دورها.
أما كون أول رائدة فضاء عربية إماراتية، فذاك سطر جديد في مطلع «سيرة الخمسين» الجديدة، تكتبه ابنة الإمارات بإصرار، لتلهم به كل نساء المنطقة والعالم، بعد أن تبوأت مكانها الذي يليق بها في منظومة الإبداع الإماراتي.
الدورة الثانية من برنامج الإمارات للفضاء، تشير مجدداً إلى أننا ماضون بقوة في مضمار استكشاف الفضاء وامتلاك زمام علومه بأيدي «عيال زايد» المؤهّلين لاقتحام المستقبل، وقد امتلكوا أدواته وأحاطوا بأبجدياته، والقادرين على ترجمة نهجنا في خدمة مستقبل البشرية، وتأكيد إسهامنا الإيجابي في صنع غدٍ أفضل للإنسان.
قلناها سابقاً ونكررها اليوم: إن الإمارات حينما أكدت أنها تريد «استئناف الحضارة العربية» لم تكن تطلق بذلك شعاراً تسويقياً أو مجرد كلام للاستهلاك المحلي، بل قالت ذلك من منطلق إيمانها بذاتها وإمكانات أبنائها وقدرتها على منافسة الكبار في مسارات العلوم، والتحول الواثق إلى اقتصاد المعرفة والمستقبل.