دور مميز وجهد مقدر لنادي دبي للصحافة بتنظيمه، الأربعاء الماضي، الدورة السادسة من منتدى الإعلام الإماراتي الذي حظي منذ دورته الأولى في ديسمبر 2013 برعاية ودعم نصير الإعلام والإعلاميين وفارس المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
ولئن حالت جائحة كورونا دون انعقاده العام الماضي، فإن تنظيمه حضورياً هذه المرة يجسد الإصرار والعزيمة التي تميز التعامل الإماراتي معها على طريق التعافي الكامل قريباً، وعبر عن مستوى تفاعل الإعلام الإماراتي بمختلف قطاعاته مع الجائحة تحديداً والأزمات والمستجدات إجمالاً. وهو امتداد لأداء الإعلام الوطني الذي كان ولا يزال شريكاً للمسيرة المباركة التي خطت حروفها مع إرهاصات قيام الدولة.
 الجلسات الثلاث للمنتدى -الذي عقد لأول مرة في المقر الجديد للنادي في «سنترال ون-مركز دبي التجاري العالمي»- تميزت بالصراحة والشفافية، وعبرت كذلك عن طموحات وتطلعات القطاع بما يواكب عام الخمسين والتحديات المقبلة.
نقاشات تجاوزت عشق البعض لجلد الذات والتقليل من إنجازات إعلامنا الوطني، فهناك أدوار نهض بها في إطار الثوابت الوطنية التي يحرص على الالتزام بها وترسيخها، وهناك تطور لافت ونظرة تكاملية في التعامل مع الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي. وأقرب مثال أمامنا تعاملنا مع جائحة كورونا دون تهوين أو تهويل بما يدعم الاستراتيجية الوطنية للتصدي للجائحة، فمختلف قطاعاته كانت جنباً إلى جنب ويداً بيد مع الجهات المعنية والدوائر الصحية. 
نعتز في صحيفة «الاتحاد» بتقديم أول ملاحق توعوية بلغات عدة، منها الأوردو والمالاليم والتجالوج للناطقين بها وفي مقار إقاماتهم بالمدن العمالية، إلى جانب بقية منصات «أبوظبي للإعلام».
النقاش والحوار المسؤول الذي ميز جلسات المنتدى حمل تطلعات المشاركين نحو أداء أفضل، وتحقيق نقلة نوعية في الأداء الإعلامي تواكب كما ذكرنا الخمسين المقبلة، وتجدد طرح الكثير من التحديات المتعلقة بصناعة المحتوى والاعتناء بالإعلاميين الشباب، وضخ دماء جديدة في الميدان تتعامل بشغف مع الإعلام ورسالته. 
من هؤلاء من نجح في شق طريقه من خلال المنصات الرقمية لأنه يملك العشق والإخلاص للمهنة والإيمان بالهدف، بعيداً عن تلك الصورة التي تحاول شركات «العلاقات العامة» حصر وسائل الإعلام داخلها لتكون صدى لصوتها، وما تريد فرضه من وصاية في العلاقة بين الإعلامي والمصدر، لأن الأمر بالنسبة لهم «تجارة» وليس رسالة. 
شكراً لنادي دبي للصحافة والقائمين على المنتدى.