في العيد يطل القمر على الأرواح نسائم فرح، وجداول عطاء، وأهداباً تظلل القلوب بسحابات تملأ الوجدان، بعشب الرخاء، وخصب الثراء، وصخب الوفاء، ونخب الانتماء إلى وطن تسدد خطاه هذه الخطوات المباركة، وهذه المساعي النبيلة من شهم نشأ على تفنيد الحياة بالتلاقي بين أقطاب الأحلام العظيمة، وروافد الطموحات النجيبة. 
هو هكذا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يذهب للصغير قبل الكبير، ويعانق مشاعر الناس جميعاً بعناقيد الحميمية، أباً وأخاً، وصديقاً وحبيباً لكل من يفتح عينيه على صباح الإمارات البهي، وكل من يرفع يديه ضارعاً، شاكراً على نعيم الأمان الذي يطوق شغاف هذا الوطن الجميل.
ابتسامة سموه تسبق كلماته، ودفء حنانه يتقدم وصاله، وهو هكذا يروي ظمأ الطامحين إلى الألفة، والذاهبين إلى انسجام أهداب التواصل ما بين سحابات الندى الفضي الذي تتوق إليه النفوس وتتحراه الأفئدة.
قائد استثنائي، له في الحب شيم الكبار، وله في رسم الصورة في المشهد الإماراتي أيقونة تحرك في المشاعر أغصان التلاقي الخالدة، وترسم في الوجداني الإنساني صورة القائد الملهم، ورجل الوطن المنعم بشخصية لها في الأثر نسق الأمنيات الكبيرة، وحدق الآمال العريضة، وغسق الشموس الذهبية، وهي تطل على العالم بنسيج يغدق الحياة بالفرح، والاطمئنان، فعندما يولد في وطن من الأوطان رجل بشيم الشواهق، والسوامق، والبواسق، تصبح الأوطان نهراً تسيل عذوبته بين الشرايين فتنمو الأشجار، فارعة، متفرعة، متسعة الفضاءات، تمنح الحياة بعداً كونياً لا تضاهيه قامة، ولا تساويه علامة، إنه الهديل الذي يسري في ضلوع الوطن، فيهبه نغمة الأوتار الحالمة بغد تشرق عليه شمس العلو، فينهض، وهو بكامل الطاقة الإيجابية، ويسرج جياده نحو غايات، ترفع الشأن، وتصنع الفن، وتصيغ قماشة الفرح من حرير اللقاءات الحانية وفرادة المعنى، وقوة المغزى، ولا مكان للضآلة في وطن تقوده إرادة شخصية لها شيم الصوارم، وضراغيم الليالي المسفرة بأقمار، وأثمار، وإعمار، وسوار البهجة، وجواهر الأيام المشعة بوجوه لا تعرف غير الانشراح، وقلوب لا تلتقي إلا بالحب، ونفوس لا تفتح نوافذها إلا على زهرات النجود بالغة الزهو، والازدهار، ونخوة الرجال الأفذاذ، الذين يضعون الوطن في نياط القلوب، ويرفعون المواطن إلى هامات النجوم.
لقاءات محمد بن زايد، هي لقاءات السحابات الممطرة، والأيام المسطرة بالود، والورد.