كان اليوم الأخير في «البريميرليج» مثل حي المسارح في «الوست إند» في لندن، الذي يضم عدداً من المسارح والقاعات التي تعرض عدداً من المسرحيات الرائعة التي تحظى بمتابعة عشاق هذا الفن الذي يعد «أبو الفنون».
 وكان «مسرح الاتحاد» يقدم عرضاً رائعاً للفريق البطل مانشستر سيتي الذي توّج باللقب، بفوز كبير على إيفرتون ( 5-0) حضره جمهوره وسط إجراءات احترازية، فكان هذا الفوز مثل مشهد الختام في العرض المسرحي الذي يتجلى خلاله أداء البطل الدرامي لحظة إسدال الستار، بعد أن شهد الفريق بداية متعثرة هذا الموسم، كأنها بالفعل دراما مكتوبة، تصاعدت فيها الأحداث، لتكون النهاية كما أرادها المخرج، وكما تمناها الجمهور.
ثم يتقدّم مخرج العرض بيب جوارديولا ليتحدث عن نجومه، وعن «أسد الغابة» أجويرو الذي سيرحل إلى برشلونة الإسباني، وقد وصفه من قبل بأنه أسطورة من أساطير السيتي، وجرى تكريمه في اليوم الأخير بإشراكه في مباراة إيفرتون في الدقيقة 64، فسجل هدفين من الخمسة.. فإذا كان أجويرو أسداً وأسطورة فلماذا لم يجدد عقده المنتهي هذا الصيف ؟
إنه الاحتراف والعقلية التي تخطط للمستقبل، ولا تعرف العواطف في الميدان، لكن يسمح بها خارج الميدان. فأفضل تطوير هو في لحظات البطولة والانتصار، وأسوأ تطوير ما يكون مدفوعاً بهزائم وأزمات، وربما هو إخلاء لمركز مهم للاعب أصغر سناً وقادراً على العطاء لسنوات مثل هاري كين هداف الدوري هذا الموسم.
في اليوم الأخير لـ«البريميرليج» كانت تقام 21 مباراة في مختلف أرجاء أوروبا والمعمورة، لكن الأنظار ذهبت إلى الدوري الإنجليزي، ليس للتعرف على اسم البطل، فقد توّج السيتي قبل النهاية بأسبوعين، وإنما للتعرف على نتيجة لعبة الكراسي الموسيقية التي تجرى بين ثلاثة فرق على مقعدين في دوري أبطال أوروبا ففاز ليفربول وتشيلسي.
يستعد السيتي لخوض نهائي دوري الأبطال في البرتغال يوم 29 مايو المقبل أمام تشيلسي، الذي تفاوتت نتائجه هذا الموسم، لكنها إضافة أخرى لقيمة «البريميرليج» أن يكون النهائي بين فريقين إنجليزيين، وأن يكون نهائي الدوري الأوروبي بين اليونايتد وفياريال الإسباني ليكون هناك ثلاثة أندية إنجليزية في النهائيين الكبيرين.
** كان مانشستر سيتي أعلن قبل يوم الاحتفال أن جون بيل نجل أسطورة النادي الراحل كولين بيل وجاك تيندال وهو مشجع شاب عمره 15 سنة تعافى من عملية جراحية في المخ، سيقدمان كأس البطولة للفريق نهاية، وكان ذلك إعلاء لقيمة إنسانية ورياضية ولأهمية الاحتفاء بكل قيمة في الحياة، فكُرة القدم أكبر من أن تكون مجرد لعبة.