بصمة قلم، هو وشم على جبين الإعلام الثقافي، والذي ينحو دائماً باتجاه التاريخ الثقافي بصفته الذاكرة التي تنبش في خلايا الوجدان الوطني، والتي تشد الرحال دوماً نحو زقاق قديم كان مهبطاً  لمشاعر ارتعشت وجناتها، تلهفاً لرؤية حبيب، أو تأسفاً لغياب مضغة القلب.
برنامج بصمة قلم للواعد الشاب وليد المرزوقي عبر تلفزيون «سما دبي»، يطل علينا أسبوعياً بوجه إماراتي مشرق بالإبداع، يمضي بالأحلام الزاهية مكتنزاً بصنوف إبداعية، بدءاً من الشعر وانتهاءً بالعشر، ويقود الشاب وليد قافلة الحوار، بابتسامة تتسع المحيط، وطلة ترافق زهو الوردة المطلة على نجود الكلمات ذات الرنين مثل ما هي أجراس الوعد والعهد في ثنايا الغيمة الممطرة، في سجايا النخلة في طوايا الغافة التي ظللت، فأيقنت أن تحت الظل تسكن حقيقة الكائنات الخالدة، وهكذا يسافر بنا وليد المرزوقي عبر شاشة اللون البهي، ويعبر، ثم يمر، ثم نجد أنفسنا عند مرافئ الكلمة ننظر إلى طرف الخليج العربي، بمحاذاة وجدان شعراء، وأدباء، ومثقفين، يدلون بدلائهم، والينابيع أثيرية، ووثيرة، وثرية، تمنحنا الزخم المطلوب في زمن نحن في أمس الحاجة فيه إلى لغة تضم أصابعها الخمسة على أبجدية في طريق الحرير الذي علم الكون كيف تكون الكلمة، بحراً من أمواج تحول، وتغير، وتطور؛ هذه لغتنا، وهؤلاء مبدعونا الذين زرعوا الابتسامة على شفاهنا، كما حملونا على أكتاف الوعي، لنذهب بعيداً في حياكة قميص أحلامنا، ونذهب عميقاً في نحت صورتنا في مرايا الواقع، وفي صفحات التاريخ.
وليد المرزوقي أجرى حوارات مع كبار كتابنا، وألمع مبدعينا، مع المبدع الكبير المرحوم حبيب الصايغ، والقاص الرائع المرحوم ناصر جبران، كما وحاور بسلاسة وبديهية الباحث والكاتب نجيب الشامسي، والمؤرخ الأستاذ الدكتور حمد بن صراي، وهؤلاء باقة من زهور الإمارات الذين أعطوا بوفاء، وبذلوا بصدق، وفي الساحة كبار بهامات النجوم أجرى معهم المرزوقي، حوارات أشبه بدوزنات النغم، وأقرب إلى نشيد الطير عند القمم الشم.
مثل هذه البرامج يحتاجها الوطن، لأنها هي الوجوه المنمقة بضوء الكلمات المشعة بالحب، ولأنها الثيمات المفعمة بالمعنى. شكراً لكل مخلص لهذا الوطن.