- طالبت سابقاً، وأطالب اليوم الجهات المسؤولة أن تلزم سائقي ومستعملي الدراجات الهوائية من المتريضين، وخاصة في الليل المظلم أن يضعوا علامات فسفورية على الدارجة، أو استعمال إنارة تهدي إليهم، وهم يتجولون على حواف أرصفة الحارات، أو بمحاذاة الشوارع والطرقات، لأنهم بصراحة أشبه ما يكونون بأشباح الليل، وهم عرضة للدهس أو التسبب في الحوادث، لأنهم يظهرون أمامك فجأة، أو يمكن أن تمر بجانب الواحد منهم، ولا تدري أنه يحاذيك، وتدرون ربكة الهندي خاصة الذين يقومون بالتوصيل المنزلي للطلبات من البقالة والمطاعم إن تفاجأ بضوء مصباح سيارة، أو «هورن» سيأتي إليك من بعيد ويصطدم بسيارتك، واليوم أطالب أيضاً وبمعنى من الوعي، وللضرورة الأمنية، ومن أجل سلامة الناس، أن تلتزم النساء المرتديات السواد أثناء عبورهن الشوارع أو أثناء المشي ليلاً كنوع من التريض في جوانب شوارع الحارات أن يضعن شريطاً فسفورياً لاصقاً على اليد، وقابل للنزع، أو علامة فسفورية لاصقة على العباءة، لكي تدل عليهن، لأنني شاهدت مرة امرأتين تعبران الشارع ليلاً، وكان شارعاً غير مضاء جيداً، وكدن أن يتسببن في حادث مروع، لولا لطف الرب، وكم من مرة تعرضت امرأة للدهس أثناء المشي في الحارات ليلاً، لأن العباءة، والظلمة من أعداء السائق، فكيف إذا لم يكن سائقاً حريصاً!
- من جابوا الأمريكان موضة الفانيلات المكتوب عليها أشياء نعرفها، وأخرى لا نعرفها، ونحن مولعون بارتدائها واقتنائها، وشرائها بأسعار مبالغ فيها أحياناً، على أساس أنها ماركة، رغم أنها في الآخر فانيلة، سارت فوق أو نزلت تحت، هي فانيلة، ومصيرها تصبح «هدوب أو تتحول لفوطة مستعملة لمسح السيارة بفضل مهارة السائق»، المهم أهل جنوب شرق آسيا والصين وجدوا في تلك الفانيلات تجارة رابحة، فأمطروا شبابنا بأشكال وأنواع من تلك الفانيلات، وبأدنى الأسعار، لكنهم لم يتجملوا في الكتابة عليها، فظهرت على ظهور الشباب العربي، الأبيّ شعارات تنادي بأنصاف العمال وحقوقهم المهنية، متخذة من «تشي غيفارا» شعاراً للتحرر، وظهرت على صدورهم كتابات تدعو بحق المرأة في الإجهاض، والشباب «ماشي، ولا داري» أو يحمل تلك العلامة التجارية ذات الكلمة الإنجليزية «العوفة»، والتي عليها علامة «كوس جدح» أو قوس قزح، وهي علامة وشعار للمثلية، ويفخرون بها، وأصحاب العلامات التجارية لدور الأزياء الراقية مثل «فرساتشي وكارل فيلد» ومعظم أصحاب دور الأزياء والموضة إن لم يكن جلهم من الشعب الطيب الهين اللين المتسامح يتبنون أحياناً موقفاً اجتماعياً وفلسفياً معيناً يمثلهم، ويمثل جماعتهم، ونقوم نحن بشراء الفانيلة بالسعر الغالي، معتبرين أنه جزء من التباهي الاجتماعي بتلك العلامة التجارية الغالية، وتحسبك دور الأزياء أنك مواطن حر، ومتسامح، وتشجع فكرتهم، وتتبنى دعوتهم بمساهمتك في شراء تلك الفانيلة ذات الشعار الذي لا نعرف مدلوله في ثقافتنا، وربما يقلب المعبد على رؤوسنا، المشكلة أن الشباب العربي المناضل كثيراً ما يضع على صدره لافتة مكتوبة على فانيلته، أشياء يشيب لها الولدان، لا.. وتجد البعض يدخل بها المسجد يوم الجمعة، على أساس «خذوا زينتكم»، أو تجد واحداً من «إخوان شما»، ومكتوب على ظهره أنه من يناضل من أجل تمكين جماعة «ذباب الصيف، كلني ولدغني.. وبفخر»، لا.. ويدوخ مدواخ، ويغازل طالبات كلية التقنية بعد، وفرحان!