تسرّنا التقارير الاقتصادية التي تتحدّث عن أن أبوظبي في طريقها لتكون لاعباً رئيسياً في سلسلة توريد «الهيدروجين» بالعالم، بما تمتلكه من خبرات وقدرات فنيّة وموارد طبيعية، ومن قبل ذلك وبعده، إدارة كفؤة لديها ملَكة التفكير الاستراتيجي.
التقارير تقول: إنه من المتوقع أن يمثل «الهيدروجين» 18% من نسبة الطلب العالمي على الطاقة بحلول 2050، وإنَّ قيمته قد تصل في ذلك الحين إلى 700 مليار دولار سنوياً، الأمر الذي جعل أكثر من 30 دولة تصدر خريطة طريق لاستخدام حلوله كمصادر للطاقة، وتؤكد أن من شأن الخطوات التي تتخذها أبوظبي أن تجعل منها واحدة من أكبر منتجيه وأقلّهم تكلفةً في العالم.
وكمراقبين، نرى أن «التفكير الاستراتيجي» في أبوظبي هو كلمة السرّ في كل ما تمتلكه من إمكانات وخبرات استطاعت من خلالها زيادة جاذبيتها التنافسية، ودعم أهدافها الطموحة في قطاع الطاقة النظيفة، ضمن خطط شاملة كان لها أبعادها طويلة الأمد، وجعلتها على مشارف ريادة جديدة في قطاع ناشئ.
فبفعل استراتيجية التفكير، فإن (أدنوك) تتكئ اليوم على ميزات كثيرة، منها كونها منتجاً للهيدروجين بأسعار تنافسية، إضافة لإدارتها موارد هيدروكربونية وفيرة منخفضة التكلفة، علاوة على منشآتها لإنتاج الهيدروجين والأمونيا، فضلاً عن ريادتها في تكنولوجيا التقاط وتخزين الكربون، وبنيتها التحتية، وشراكاتها الاستراتيجية.
 لقد أصبح «الهيدروجين» جزءاً من تفكيرنا الاستراتيجي في قطاع الطاقة اليوم، باعتباره أهم أنواع الوقود المستقبلية، كونه مصدراً للطاقة النظيفة، فضلاً عن دوره في دعم قضايا التغير المناخي، وقدرته على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الموثوقة.
ومع انضمامنا لـ «المجلس العالمي للهيدروجين» وتأسيسنا «ائتلاف أبوظبي»، فإننا نقدم دليلاً جديداً على نضوج مشروعنا الاقتصادي وقدرتنا على تصميم المستقبل، ونؤكد للعالم أن «ورشة الإنجاز الإماراتية» ستظل محافظةً على قوّتها وزخمها، وستصنع كل يوم إنجازاً نوعياً، وفرصاً جديدة تدخل في صميم التنمية الشاملة.