بداية الحلم، عفوية ناهضة، حيث سماء العقل صافية، ونجومها حبات خرز تؤم قمصان الحياة، وتملأ الأرض بالفرح.
هذه هي الإمارات، بدأت بالشفافية، مستمرة في العطاء الإنساني، ذاهبة إلى أقصى حالات اليقين، ماضية في تسكين الألم، مقتنعة بأن لا وجود جماعياً إلا بإكسير السعادة حين ترقص خيولها رطبة، جذلة، وهاجة كما هو جدول يمر عبر المضارب، ينعش الصدور، ويثلج النحور، والنخيل ريان بالبذل والعطاء، والتين والزيتون عوامر في فصول السخاء الإماراتي، هذه الشجرة وارفة الظل، تبدي من رخاء المشاعر ما يفيض، ويغرق الأشجان بسيل من فرح، لأن ما تقدمه الإمارات هو المطر على أرض يباب، فيجعلها في الكون مروجاً، ونجوداً، يجعلها في الحياة بساتين بذخ، وحقول ترف، تغرد في فيافيها حمامات، أنعشها التساقي، فترنمت عشقاً ببلاد ما توانت يوماً في بذل ما تستطيع، وما تباطأت يوماً عن إرواء أفواه نيتها غيمة المطر، وتجاهلتها بذرة الأرض.
الإمارات في العالم فراشة تنقل العطر من زهرات الوجود، ونحلة تعبر المحيط لتبل ريق الظامئين، وترطب شفة المعدمين، وتسري بين رموش الأرض وتضاريسها، تبحث عن محتاج، وتسأل عن معوز، لتلهمه، وتغدق عليه بخير، وتنعم عليه من نعيم أرضها، مؤمنة بأن الأرض واحدة، والإنسان واحد، ولا بد من أن تصير القيم واحدة والأفكار وإن تشعبت، فهي من مصدر واحد، هو ذلك العقل المجلل بملكات السماء.
هذه هي الإمارات تعمل جاهدة لأن تصبح القماشة العالمية بلا تغضنات، ولا تعاريج، ولا شقوق، ولا رقع، هكذا تضع الإمارات على آمال لعلها تصدق، في عالم ترجه موجات وتهزه رياح، ولكن يبقى الأمل حلم الإمارات الصافي، ووعيها المتألق، وشعورها الأنيق وهي متصلة بالتاريخ، مندمجة مع الآخر، متناغمة مع شأنه، وفنه، بقناعة أننا في الهم روح واحدة، سماؤها الأمل، وأرضها خطوات لا تتوقف باتجاه الأرض.
الإمارات مع الإنسانية، في سرائها وضرائها، ولا محطة للتوقف إلا عند مكان فيه تلتئم الأفئدة، وتتضافر الجهود، وتنسجم الأمنيات، وتتواصل الدعوات بأن يصبح العالم طائراً ينشد أغنية واحدة من أجل وجود متوحد، بيت يضم الجميع تحت راية كلنا بشر، كلنا عشاق للإنسانية.