الزائر والسائح ورجل الأعمال الأوروبي لديه مشكلته الدائرة والعالقة بين هيئة الصحة والهوية وتطبيق الحصن، وكل ذلك من أجل أن يحظى بإشارة المرور الخضراء للمرافق العامة ومراجعة الدوائر ذات العلاقة بطبيعة عمله، وسبب زيارته إلى أبوظبي، ثمة شكوى تجدها تتردد في ردهات الفنادق وفي حديثهم المسائي، قبل سفرهم تطلب منهم الناقلة الوطنية أن يعبئوا استمارات عبر الإنترنت ومن خلال مواقع تخص الصحة، مرفقين شهادات التطعيم وفحص ما قبل السفر، ويظهر لهم من خلال الموقع أن أوراقهم مكتملة، وعليهم التسجيل عند الوصول لمطار أبوظبي، وحين يصل الواحد منهم تجرى له الفحوص الإجرائية اللازمة، مع مشاهدة ورقة التطعيم الورقية، وأخذ صورة شخصية، وصورة من جواز سفره مع رقم هاتف محلي، لتصل له نتيجة الفحص، ويمكنه أن ينزل تطبيق الحصن عليه، ويقولون له: «أمورك طيبة»، تصله نتيجة الفحص السلبية في ساعات، ويظل يتعارك مع موقع الحصن المنيع، مرة يطلب منه إعادة التنزيل، ومرة يقول له: رقم الهاتف غير مطابق عند التسجيل، رغم أن نتيجة الفحص وصلته من خلاله، يظل ينتظر اليوم بطوله على أساس أن المعضلة ستحل قريباً، ويبقى شبه محبوس في فندقه، لا يستطيع الخروج، لأن كل الأمكنة تتطلب تلك الخريطة الخضراء من خلال موقع الحصن، رغم أن لديه الموقع المشابهة لموقع الحصن في بلاده، وهو دولي، ولغرض السفر، لكن هنا لا أحد لديه من يقرأ بياناته من الذين يقفون عند مدخل الأبواب، وحين يحاول أن يغامر ويذهب إلى «مول تجاري» يضطر يشرح للواقفين عند البوابات أنه سجل كل بياناته عند الدخول، لكن لديه مشكلة مع موقع الحصن لا يظهر له بياناته، ولا قادر أن يتعامل معه بأي طريقة، ويبرز لهم ورقة التطعيم من بلده، ونتيجة فحصه السلبي في مطار أبوظبي، لكنهم لا يعترفون بأي شيء من ذلك، لا يعترفون إلا بتلك الخريطة الخضراء وصورته عليها من خلال موقع الحصن، هكذا التعليمات التي تلقوها، فلا يسمح له بالدخول، بعض المرافق مثل الفنادق، ولأن لديهم دراية بما يجري، وشكوى النزلاء، وخاصة الأوروبيين منهم، يتساهلون ويتفهمون، لكن مشكلة الزائر الأوروبي لو زار أربعة أماكن فسيضطر أن يحكي قصته أربع مرات في اليوم، بعضهم يأتي على عجل، ويمضي أياماً قليلة لينهي أعماله المتعلقة أو الاتفاق على المعاملات التجارية، وليس لديه الوقت الكافي للاتصال والتواصل والشكوى، فيتحول «لوبي» الفندق النازل فيه لمكتب وغرفة اجتماعات، ولا يرى من أبوظبي إلا الفندق ومطاعمه والمطار والطريق المؤدي إليه، لم أصدق في البداية، إلا حينما حاولت أن أساعد بعضهم، ولكي أتأكد، خاصة أن بعضهم صار له منذ وصوله أربعة أيام وسبعة، فقمت بالاتصال بموقع الحصن، وشرحت لهم مشكلة هؤلاء الأصدقاء الزائرين، فقالت لنا موظفة مركز الاتصال، إن عليهم مراجعة هيئة الهوية لأنهم من يرسل لهم البيانات لتسقيطها على الموقع، بعدما طلبت منهم غلق هواتفهم لمدة دقائق، وإعادة تنزيل الموقع من أجل التحديث، لكن هذه الطريقة القديمة «بَنّد وشَغّل» لم تنفع معهم، رجعت واتصلت بهيئة الهوية، فردت علينا موظفة مركز الاتصال معتذرة، وبطريقة لبقة، لكنها لا تحل المشكلة، وحين طلبنا حلاً واقعياً، قالت: إنها موظفة مركز الاتصال، والذي يمكن أن يكون خارج الإمارات، لا مشكلة في هذا، جوابها الوحيد أن الهيئة تدقق على شهادات التطعيم للتأكد منها من بلد الزائر، ومن ثم يتم إرسال المعلومات الشخصية لموقع الحصن، وهذا يتطلب أياماً وأسابيع، خاصة أن لديهم ضغطاً كبيراً، فقلت لها: رغم أن جوابك غير مقنع وليس عملياً، ولا يحل المشكلة، لكن السؤال ماذا ستفعلون في أيام «إكسبو» القريبة القادمة؟