عبارة تاريخية في لحظة مفصلية تاريخية أطلقها فارس المبادرات وعاشق المركز الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وكأنما استبق بها ما يدور اليوم ويتفاعل من أصداء وجدل حول مسمى الحملة العالمية للترويج للإمارات، وهي تنطلق في رحاب الخمسين المقبلة وتحتفل باليوبيل الذهبي لتأسيسها.
«جذورنا عربية..طموحاتنا عالمية» جاءت في لحظة مفصلية تاريخية والإمارات تحدد معالم وملامح الخمسين المقبلة معلنة الأحد الماضي باكورة مشاريع الخمسين والمجالات والمسارات التي تلامسها وقد استعرضتها بالتفاصيل في ذلك المؤتمر الصحفي الاستثنائي بأبراج الإمارات في دبي، وتستضيف اليوم حدثاً متصلاً به في أيقونة العاصمة قصر الوطن بأبوظبي.
عقب إعلان مشاريع الخمسين، جاء إطلاق الحملة الترويجية الأضخم تحت اسم «الإمارات العالمية المتحدة» وبدلاً من أن يركز ذلك البعض ممن يعانون «الوسواس القهري» في تفاصيل الحملة وغاياتها في التعريف بالدولة واستقطاب المشاريع والاستثمارات، ودلالات الاسم الذي تحمله تنادوا في مواقع وغرف التواصل الاجتماعي للتشكيك في التوجه والغايات وتصويره كما لو أنه تفريط في الاسم الرسمي للدولة، متجاهلين ما جاء في وثيقة مبادئ الخمسين التي صدرت بتوجيهات قائد مسيرة الخير واعتماد أخويه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وما سطره المرجع الأول للجميع دستور الدولة من تأكيد لهوية الإمارات.
هوية الإمارات وجذورها العربية وانتماءها العربي لم يكن في يوم من الأيام محل تشكيك أو تفريط فهو راسخ رسوخ جبالها، وثوابتها واضحة جلية، ضاربة جذورها في أعماق الأفئدة وذرات الوطن الغالي، ولكن البعض وللأسف لا زال حبيس هواجسه مما يعتبره مهددات للهوية الوطنية وهو امتداد لتوجسه من الآخر، توجس بددته الإمارات، وهي تنفتح على العالم تؤثر وتتأثر بمختلف الثقافات والحضارات دون أن تتخلى عن أصالتها وهويتها وثوابتها الوطنية، وصنعت من ذلك التحدي نهجاً واضحاً أساسه التسامح وحسن التعايش واحترام الاختلاف، وجعلت منها واحة تضم ملايين البشر من مختلف الأعراق والألوان والمعتقدات يعيشون في سلام ووئام.
الإمارات عالمية بتنوعها وعطائها وتفاعلها مع العالم، والمكانة الدولية الرفيعة التي حققتها اليوم خلال الخمسين عاماً الماضية وبنت الأرضية الصلبة لانطلاقتها الوثابة نحو الخمسين المقبلة، وستظل هويتها عربية الجذور والانتماء حقيقة ساطعة عبر مختلف الحقب والعصور.