البعض من سائقي السيارات يعتقد أنه على الطرق الداخلية المنتشرة بين الأحياء السكنية سيكون بعيداً عن عيون القانون، فتجده يرتكب مخالفات، ويقوم بممارسات متهورة تمثل خطورة على المارة دون أن يكترث، منتشياً بالرعب الذي زرعه بينهم في تلك اللحظة.
شاهدت سيارة ذات دفع رباعي ينطلق صاحبها كالصاروخ في شارع فرعي، ولولا لطف الله لكان قد دهس مسناً خارجاً للتو من مكتبة في الجوار. توقف الرجل يلتقط أنفاسه من هول الفزع الذي أصابه مردداً كلمات الحمد والشكر أن كتب الله له السلامة مما كان سيحدث. كم تمنيت لحظتها لو أن كاميرات الأحياء مفعّلة في تلك المنطقة لتلتقط مثل هذه الممارسات والتجاوزات الخطرة حتى يعرف أمثال ذلك المتهور أن عيون القانون تتابعهم على مدار الساعة، وسلامة الناس من الأمور غير القابلة للعبث أو التساهل. ولكن للأسف مضى كالبرق كما سيمضي غيره من الذين يقود تهورهم ورعونتهم أثناء القيادة لحوادث دهس ضحاياها أبرياء من كبار السن والأطفال وغيرهم، تتسبب في وفيات، أو تجعل ضحاياها حبيسي الكراسي المتحركة بقية حياتهم.
كما أتمنى على شرطة أبوظبي أن تضمِّن أخبارها ما يتعلق بالقبض على متهوري القيادة في الطرق الداخلية والعقوبات والغرامات التي أنزلت بحقهم حتى يعلم الجميع أن تلك الكاميرات مفعّلة، وعيون القانون ترصدهم وتتابعهم، وأن حركة السير، سواء على الطرق الخارجية أو الداخلية محل متابعة واهتمام من جانب رجال الشرطة والمرور.
أخيراً إذا كانت هناك من كلمة بهذا الشأن فهي للأمهات وأولياء الأمور إجمالاً، بألا يتركوا أطفالهم دون متابعة واهتمام معتمدين فقط على العمالة المساعدة، ففي إحدى مناطق غرب بني ياس بضواحي العاصمة، وفي حوض يشهد أعمال تعديل مسارات كانت هناك جموع من الأطفال صغار السن لا يتعدى أكبرهم الست سنوات يلهون وسط السيارات في الشارع العام الفرعي الذي تطل عليه البيوت، وبعض هؤلاء الصغار يرشق المركبات بالحصى المتجمع في المنطقة، وقد اعتبروه نشاطاً ترفيهياً لهم، وسط الأبواق المتعالية للسائقين وصراخهم على العاملات اللاتي بدورهن كن منشغلات بأحاديثهن الجانبية المعتادة بينهن في هذه الحالات بعيداً عن أطفال أؤتمنوا على حسن رعايتهم.
مشاهد تختصر الكثير مما يجري في طرقنا وشوارعنا الداخلية، تتطلب متابعة واهتماماً متواصلاً، فلا تزال بيننا فئات تفتقر لذوق وأخلاق القيادة السليمة والمسؤولة، وتحتاج للردع والحزم لتشعر بالمسؤولية وتلتزم بقواعد السلامة المرورية.