هي البارق، في سماء كل من انتظر، وتمنى، وزرع الآمال عريضة، لكي يكون ضمن السرب، يقدم ما لديه، ويسعى في الأنام مجتهداً، مبادراً، مثابراً، متحدياً نفسه، قابضاً على جمرة الطموحات، بكل صرامة، وجدة، واهتمام.
هي فرصة الأتقياء الذين يودون أن تكون لهم في قنوات الحياة منبراً من خلاله يؤصلون مكانتهم، ويرسخون قدراتهم ويمسكون بزمام الإرادة بحيث تصبح مناجل عطاء، وخيوط مغازل، وأهداب شمس تضيء الوطن.
توظيف المواطنين هو المغزل الذي سيخيط معطف الحياة، ويشكل اللوحة الجمالية، ويغلق الدائرة المفتوحة، ليصبح الجميع مناكب تلتف حول بعضها، لتضيف للوطن عناصر القوة المطلوبة، وتضع كلاً في مسؤولياته والتزاماته، الأخلاقية، والوطنية وتسد الطريق أمام كل نمام، ذمام، معتد أثيم.
توظيف المواطن هو الطريق إلى حماية الوطن، والحفاظ على منجزاته، فما يحك الظهر إلا ظفر صاحبه، وهذه هي قاعدة الحياة، فالوطن الذي صرف المبالغ الطائلة، واعتنى، ورعى أبناءه، وعلمهم، وحتى وصلوا إلى أعلى المراتب العلمية، والأكاديمية، فاليوم جاء الوقت لاستثمار هذه الطاقات، واليوم جاء الظرف المناسب لكي تندمج هذه الكوادر، ضمن فريق العمل الإماراتي، واليوم يجب أن توضع النقاط على الحروف، لأن حدقة الوطن اتسعت، وتفرعت، وأينعت، ويفعت، الأمر الذي يتطلب جمع الأعواد المتفرقة، ورصها، ودمجها، وبعثها لكي تكون في الوطن غصناً من أغصانها، وورقة خضراء ندية من أوراقها.
توظيف المواطن هو النفرة التي ستضع الحجيج في موقع الابتهال، وتنثر عبق الفرح، وتطوق الأعناق بقلائد من ذهب الطاقات الإيجابية.
هكذا استقبل الشباب النبأ العظيم، وهكذا تهللت وجوههم بابتسامات أشبه ببروق السماء، أو موجة البحر، هكذا وقعت العناوين العريضة، على نفوسهم موقع المطر على أرض يباب، هكذا تم استقبال هذه الأخبار السارة، والتي شقت طريقها إلى النفوس كما تفعل النسائم عندما تداعب خصلات النخل، هكذا تم احتضان مثل هذه التغاريد، كما تحتضن الأجنحة فراخ الطير.
توظيف المواطن هو الزخة التي ملأت الوديان، والشعاب بماء الحياة، هي الكلمة التي فتحت قواميس اللغة في وجدان الوطن، فالكلمات في الإمارات، أفعال، والمشهد في بلادنا، غني بالأمثلة، والوقائع.
توظيف المواطن، نقطة آخر السطر، في منظور القيادة، وفي سجاياها، ورؤاها، ولا بديل لهذا التوجه، لأن الإمارات تمثل النموذج الأمثل في العلاقة ما بين القيادة والشعب، الأمر الذي يحتم هذا الاهتمام ويؤكده ويرسخه، ويجذره، ويجعله في الحياة، قاموس حلم، وناموس علم، يجعله خير الكلم.