فجر جديد تتشقشق أشعته بين ضلوع كل من ازدهرت أحلامهم، وأمنياتهم بأن تصبح رواتبهم جسوراً سميكة لا تهدم جدرانها الحاجة الملحة.
دعم الرواتب للمواطنين يلتقي بدهياً مع التغير الذي طرأ على الحياة المعيشية، وما رافقها من متطلبات، بعد أن كانت كمالية أصبحت اليوم أساسية. فالإمارات في مشهدها الاستهلاكي تختلف عن كثير من دول العالم، حيث المشهد هنا يشير إلى مستوى رفيع في المعيشة، وتطابق في الفوارق بين الأسر، فلا توجد هنا طبقة دنيا وأخرى عليا، فالجميع على مقربة من التساوي، الأمر الذي يجعل من الطموحات تتسرب إلى وجدان الناس، مثل جياد في سباق ميداني.
وكون المادة التجارية لبست لباس الموجة العارمة، فكان لا بد من تدخل القيادة الرشيدة، وتلمس أوجاع الناس، والاقتراب من همومهم، والسعي دوماً في توفير الحياة الهانئة لأبنائها، وتوطيد علاقة المواطن مع الفرح، ومنع رياح التعب من الاقتراب من مضارب المواطن، بل ووضع الأوتاد السميكة، التي تحميه، وتحمي عائلته، وتجعله في ثبات، ونبات، وسعة رزق.
هذا ما سارت عليه القيادة من الأمد البعيد، وهذا ما ترسخه الآن، وفي هذا الظرف بالذات، حيث الحاجة إلى الراتب السخي ضرورة حياتية. فدعم الرواتب، هو دعم أوتاد الخيمة، هو تعزيز القدرات، ومساندتها، والمساهمة بفاعلية في تثبيت الأقدام، وتركيز الطاقة الإيجابية في النفوس، ونحن في وطن الطاقات الخارقة، والإمكانيات الرهيبة، والقدرات المهيبة، نحن في وطن لا يعرف المستحيل طالما توافرت لدينا قيادة تسترشد بالحكمة، وتوطد علاقتها على القيم الإنسانية العالية، وتقيم جسراً صارماً مع الحياة، وترصع سماءها ببلورات الفرح، وتعقد العزم مع السعادة بأن يكون وطنها الإمارات فقط، ولا شبيه لها في العالم.
دعم الموظفين، هو دعم للعمل الوطني وللإخلاص، والصدق، والوفاء، والسخاء في التضحية من أجل وطن لا تعرقله عقبة، ولا تعيقه عرقلة، وطن يسير في الدنا كما الطير الفرح بأفقه، وكما الشراع المنتشي ببحره.
دعم الموظف، هو دعم لقدرات الوطن في العطاء، والتطور، والنمو، والازدهار، دعم الموظف هو دعم لمسيرة وطن، سافر عبر الطموحات الضخمة، ليصل إلى مرافئ الإنجازات العظيمة، ويحقق ما رأته القيادة، وما رنت إليه، وما سعت من أجله.