يبدو أن المنتخب الوطني يسابق الزمن، من أجل تحويل «الحلم المونديالي» إلى «كابوس»، فما يقدمه المنتخب في المرحلة الحاسمة، لا علاقة له من قريب أو بعيد، بما قدمه في جولة الإياب من المرحلة السابقة للتصفيات التي كان خلالها على قدر المسؤولية، ونال «العلامة الكاملة»، بالفوز بالمباريات الأربع، وحصد 12 نقطة كاملة، حوّلته من المركز الرابع إلى صدارة المجموعة.
وجاءت الخسارة الأخيرة من كوريا لتعمق جراح «الأبيض»، ولتثبت أنه بات فرصة لتحسين مواقف الآخرين، بدليل أنه خسر من المتصدرّين، الإيراني والكوري، ولم يكسب سوى ثلاث نقاط من منافسيه العرب، فاحتل المركز الخامس قبل الأخير، مع نهاية مرحلة الذهاب التي وضعت المنتخبين الإيراني والكوري على مشارف الدوحة!
وأغرب ما في مجموعة الإمارات أن المنتخب الإيراني يتصدرها، برغم معاناة لاعبيه من عدم صرف مستحقاتهم، وأنهم يضطرون لغسل ملابسهم الرياضية وارتدائها مرة أخرى، لأن ظروف اتحادهم المالية لا تسمح بشراء أكثر من طاقم ملابس رياضي لكل لاعب، ومع ذلك يستشعر اللاعبون المسؤولية ويواصلون، بكل قوة مشوارهم الناجح إلى نهائيات «المونديال»، حتى أنهم حوّلوا خسارتهم أمام لبنان بهدف حتى الدقيقة 91 إلى فوز مثير في الوقت الضائع، عكس منتخب الإمارات الذي يحظى بكل الدعم، وتتوفر له كل عوامل النجاح، وبرغم ذلك يتفنن لاعبوه في إغضاب جماهيرهم التي فقدت الثقة في عودة «الأبيض» إلى سابق عهده، وكأن التأهل إلى مونديال إيطاليا 1990 لم يكن سوى لحظة استثنائية من الصعب أن تتكرر!

×××
تأهل منتخبان عربيان «مصر والمغرب» إلى المرحلة النهائية للتصفيات الأفريقية المؤهلة إلى المونديال، فضلاً عن منتخبي السنغال ومالي، في انتظار منتخبي الجزائر وتونس، وكل الدلائل تشير إلى أن مصر ستكون في التصنيف الثاني، عند إجراء القرعة، ويتمنى المصريون عدم مواجهة الجزائر بطل أفريقيا، أو السنغال وصيف البطل، ويفضلون مواجهة نيجيريا، علماً بأن مواجهة أنجولا الأخيرة ألقت بظلال من الشك لدى الجماهير المصرية، حيث كان المنتخب أبعد ما يكون عن المستوى الذي قدمه في مباراة الإياب مع ليبيا، وبدأ التشكيك في اختيارات كيروش المدير الفني وتبديلاته، حيث استبعد أفضل أربعة لاعبين في الدوري المصري، قفشة وشريف قبل مباراتي ليبيا، وطارق حامد، وأحمد السيد زيزو، قبل مباراتي أنجولا والجابون، ومعهم رمضان صبحي الذي كان المنتخب في أمس الحاجة إليه بعد غياب عمر مرموش بسبب الإصابة.