شهدت الإمارة الواعدة عجمان تجربة تؤشر لنقلة نوعية هائلة في مجال النقل المستقبلي من خلال مشروع السيارة ذاتية القيادة الذي يعتبر تطبيقه الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط. 
سارت المركبة التي تتسع لخمسة عشر راكباً من فندق عجمان إلى دوار البراقة، عائدة مرة أخرى إلى محطة الانتظار على الشارع العام. حضر التجربة ميدانياً الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية ومعالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، والشيخة نورة النعيمي مدير مركز عجمان x. 
الذي عمل لأكثر من 90 يوماً متواصلة بالتعاون مع «اتصالات» على إنجاز المشروع الذي يواكب تطلعات وطموحات القيادة الرشيدة ورؤية الإمارات وأجندتها الوطنية لتكون أفضل الدول في العالم في مجال النقل المستدام وتطوير البنية التحتية بالإمارة. 
المركبة التي تعمل بتقنية الجيل الخامس «5G» تتميز بدرجة أمان عالية ومستوى رفيع من السلامة ومزودة بخاصية التعرف على الوجوه والذكاء الاصطناعي وتقنيات متقدمة، فهي متصلة بنظام C-V2X الذي يفعل اتصالات المركبة بالأنظمة المرورية المحيطة بها بحيث تمكنها من التفاعل مع الإشارات الضوئية ومناطق عبور المشاة بشكل تلقائي باستخدام أجهزة استشعار لقراءة حالة الطريق والتحكم بالمركبة وتجنّب الاصطدام بأي جسم حفاظاً على سلامة الركاب وكاميرات الذكاء الاصطناعي المتصلة بشبكة اتصالات الجيل الخامس 5G.
التجربة شهدت إقبالاً من سكان وزوار الإمارة وفقاً لما ذكره القائمون على المشروع الذين دعوا الجمهور لتزويدهم بأي ملاحظات أو مقترحات من أجل تحقيق الاستفادة القصوى منه، ومن هذا التوجه المتقدم والمبتكر في مجال النقل، ناهيك مساهمته في التخفيف من حدة الازدحام والحد من التلوث البيئي وكذلك السمعي الناجم عن الضجيج إضافة إلى الاستدامة والحفاظ على البنية التحتية والطرق. 
الحالمون أمثالي بقرب رؤية مثل هذه المركبات ذاتية القيادة واقعاً حياً على طرقنا، ينظرون إليها بالأمل الكبير الذي تحمله لنا في الحد من النزيف الذي نشهده جراء الحوادث المرورية وما تحصده من أرواح وتسببه من خسائر كارثية ثقيلة، فعلى الأقل تنطلق المركبات الذكية وفق المبرمج لها، بعيداً عن الأساليب المتنوعة في القيادة السائدة على طرقنا، والممارسات الوافدة إلينا من بيئات لا وجود للأنظمة المرورية فيها، ومن حالات عدم الالتزام الصارخ بأبسط قواعدها، وهو ما نعاني منه، وأهلاً بالمركبات الذكية.