نخرج من النتوء والاتون،  نخرج من بؤرة الخطر، نخرج من الدخان إلى حيث تكمن القماشة النظيفة.
فهذه أمنا الأرض، منها بعثنا، وإليها تعود سفن البحث عن حياة لا شائبة فيها، ولا خائبة.
هذه هي صرخة الإمارات في ضمير العالم، ولكي نحقق الأمل لا بد وأن يجتمع العالم على كلمة سواء، فيها تسير الركاب من دون اقتضاب ومن دون شراك تعرقل الخطوات، وتكبل الوثبات، وهذه هي الصورة كما نراها، وكما نشعر بها، حيث الإمارات تقود المرحلة اليوم، بوعي، وإدراك، بأنه ما من خطوة تسير بسلاسة إلا وخلفها خطوات من الوعي، وطرقات من الإدراك، بأن الصحوة واجبة واليقظة جديرة بأن تجعل الأرض سجادة ملساء من دون خدوش، ومن غير رتوش، والإمارات اليوم أصبحت رائدة في الاستثمار في الطاقة النظيفة، والتكنولوجيا منخفضة الكربون، الأمر الذي يؤهلها بأن تصبح عند منارة الوعي، وعند قمة الهرم، وعند المنطقة الخضراء ومن دون منازع، هذا الموئل هو ما يهيئ لها الدور، بقيادة العالم نحو مناخ طيب، وأثير نقي، وسماء تلمع نجومها، وتصفوا أقمارها، وتستدير شمسها على قرص أشبه بخاتم الخنصر، ودائرة ذهبية كأنها الأسور.
هذه هي الإمارات، وهذا هو الهدف الذي تسعى من أجله، وهذا هو المسار الذي تتجه إليه البوصلة، وهذا هو الأفق الذي ترنو نحوه.
منذ القرن التاسع عشر، ومنذ الثورة الصناعية التي هدرت مكائنها، وزمجرت والإنسانية تعاني من الذيول السوداء الصاعدة إلى الفضاء، ولا أحد يستجيب، ولا أحد يلقي بالاً لما يحدث في أوزون الكون، ولما رفعت الإمارات الصوت، ذاع صيت الفكرة المجللة بالهم البشري، حول ما يحيق بالكرة الأرضية، وما قد يحدث من كوارث فيما لو أهمل الكون، وتركت المكائن تضخ زؤامها.
اليوم تقول الإمارات لقد حان الوقت لترويض تلك الآلة العملاقة، وتقنين دورها، وتحديد دورانها، والعمل سوياً، على حماية البشرية مما قد يفتك بالحياة، ويهتك حياءها، ويستبد، ويرعد ويزبد.
الإمارات أعلنت أنها ستكون في المقدمة، وسوف تبذل النفس والنفيس من أجل وضع حد لهذا الهدر لطاقة الكون وجعل الحياة رخية، رضية، وجعل الطير يحلق بعيون صافية من غير غشاوة، وجعل وجوه الناس مبهجة ومن غير اكفهرار.
الإمارات تعمل كل ذلك من أجل أن يصير العالم مرآة صافية، وتصير الأرض الوجه الباسم،  المنعم بالحياة.