منذ عشرة أعوام مضت، تكفلت بالعمل على مشروع (من ذاكرة الروح)، وهو ملف عرض لمدة أربعين يوما قبل الاحتفال بذكرى مرور أربعين عاماً على اليوم الوطني في دولة الإمارات.. بدأت العمل مبكراً لأقنع إدارة التحرير بإمكانية تحقيق الفكرة وجدواها، كمبادرة مميزة تستحق صفحتين يومياً لمدة شهر و10 أيام كاملة.. بدأت في العمل على الفكرة لمدة شهر كامل، لأنجز قراءة الجريدة اليومية من أرشيف «الاتحاد» لثلاثة أعوام.. ورصدت كل عام 40 خبراً اخترتهم لأقول هكذا كانت البداية وهكذا تطور كل شيء.
لضخامة المشروع استدعى العمل أن أنجز البداية وحدي، لأثبت للفريق الذي عليه مساعدتي أن الأمر ممكن التحقق، فقط نحتاج عزيمة، بالفعل وزعت السنوات على الفريق ومضيت لأعمل على السنوات الأخيرة، وكنت في الوقت نفسه أتابع منجز الزملاء من الأخبار التي تسير إلى الهدف المرجو، وبالفعل وبعد ما يقارب الشهرين قرأت فيها ما يزيد على 5000 خبر، استخدمنا منها فقط 1600 لنحكي قصة دولة بطريقة مبتكرة، وجدت نفسي وقد امتلأت بتاريخ هذا الوطن وازددت تقديراً لهذه النعمة التي وهبني الله إياها كوني إحدى بناته، إنه تاريخ يحكي ذاكرة وطن. 
وكما كتبت في مقدمة العمل آنذاك «إنها ذاكرة ليست كأي ذاكرة، إنها ذاكرة تحيك خيوط شمس، وتغزل أشعتها لتشرق في أفق العالم بثقة الأمجاد».. هذا ما شعرت به وأنا أتتبع تلك الغرز الصغيرة التي حاكها رجال عبروا من هنا فحفروا أخاديد في وجه المكان والزمان، وتفاصيل تحكي إرادة شعب وعزة وطن.. أربعون عاماً خاضتها دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأتها في سباق مع التاريخ، مع الجغرافيا، في سباق عاكس كل علوم الكون، ليخرج بنظرية جديدة تعلم أجيال المستقبل أن كل شيء يتحقق إن ملكت نفسك، وإن فعلت، فقد ملكت التاريخ والجغرافيا.
يبدو أن ملف (من ذاكرة الروح) الذي أنجزته وفريق «الاتحاد» منذ عشرة أعوام سيبقى محفوراً في ذاكرتي للأبد، وسأعود لأذكر تلك التفاصيل كل عام وقت احتفالنا باليوم الوطني، لقد تعاملت في تلك الفترة مع كل خبر بحساسية خاصة وكأنه مولود جديد، يبدأ في التنفس ثم يأخذ في النمو والحركة، لتجده بعد أعوام من الرعاية والحب في مصاف الأهم في العالم.