نعمل لنرتقي، ونتوحد لننجح. تتوارى الأنا وتختفي الأنانية، عندما تحضر الذات الجمعية، ويلتئم الكل في خيوط منسجمة لقماشة العمل الوطني.
لا أحد يستطيع أن يدعي أنه الخارق، الطارق لأبواب المستحيل، دون أن تكون يداه مكللتين بأيدي الآخرين، الذين يرفعونها عالياً، ويمسحون عنها عرق التعب.
في كل يوم، وكل ساعة نسمع هذا الهديل يدندن عند أسماعنا، فنرهف السمع، ونصغي بإمعان، واهتمام فنرى الجنحة ترفرف، وتصعد إلى السماء، محيية الغيمة، مستمطرة ضرعها، متناغمة مع بللها، مترنماً تحت الزخ الندي، محتفية بهذا التشظي اللذيذ.
في بلادنا تبدو الحياة كما هي الغيمة عندما تلامس خد الأرض، وتدغدغ حبات الرمل كي تسفر عن خصوبة، تملأ وجدان الوجود، ويكتسي الوادي، والسهل بخضرة، أعشابها أنامل جيل عاهد الله أن تكون الإمارات دوماً عند حدود النجمة، وفوق سطح الكواكب.
هذه هي الإمارات، ولأنها عملت بروح الفريق الواحد، استطاعت أن تفتح قشرة البرتقالة على رحيق عذب شهي، سال له لعاب كل من تلظى عطشاً، وكل من تعرقلت أمنياته عند كبوات الإحباط.
الإمارات اليوم، هي مرآة العالم، وهي وجهه الحضاري، وروحه الشفافة.
الإمارات اليوم تقود المرحلة، بحذاقة، وحنكة، وفطنة، وقوة بصيرة، وحدة فراسة تمضي بلادنا بالعالم نحو مناطق منزوعة الكراهية، وحدائق تزخر بزرع، ملؤه الفرح.
فهذه العصي التي تجمعت، وتربعت على عرش الأمان، والرصانة، استطاعت أن تهزم كل جيوش التقاعس، وتحصد نجاحها من جبلة فكرتها الأولى، وهي أن اليد الواحدة تستطيع أن تصفق، عندما تحظى بصفير الرياح النافية للسكون، والجمود، والترهل والتقاعس، والانحطاط، والتزمت، والتعنت.
الإمارات تفوقت على الجامد، والخامد، وطارت بأجنحة التفاؤل، وارتقت سلالم الطموحات، فوصلت إلى الميناء بكراً، وحصدت حقها في الأولوية في الحصول على شهادة التقدم في مختلف الميادين، والصعد.
الإمارات تمكنت من الوصول، لأن عربتها كانت مدفوعة من الكل، وليس من الفرد.
هذه هي حكمة القيادة وهذه هي رؤيتها، في الريادة، والأخذ بناصية النجاح أولاً.
هذه هي الثيمة للرواية، من الألف حتى الياء، ولا منتصف مغاير للحقيقة، لأن الإمارات هي حقيقة العالم.