ليس سهلاً على صحيفة، أيّاً كانت، أن تواكب حجم الإنجاز في دولة كالإمارات، التي تطلق كل يوم مشروعات وأفكاراً ومبادرات، وترعى جهوداً تنموية مستمرة في الحداثة والتعليم والابتكار، ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح، فيما باتت حكومتها مثالاً عالمياً على استيعاب ثورة التكنولوجيا وإيقاعها السريع.
من هنا.. كانت المسؤولية على قطاع الإعلام كبيرة، والمهمّة أكبر، حيث القوّة الإبداعية التي تسرد قصة الإمارات وتواكب فصولها وتعزز تفاعلها مع العالم، وتقدم إجابات في منتهى الدقة والوضوح عن كثيرٍ من الأسئلة المتداولة عربياً ودولياً حول أسرار قوة الإمارات، ووثبتها العالية والواثقة، في منطقة تسودها بقايا حروب، ورؤى غامضة.
«الاتحاد»، ومنذ صدورها قبل نحو 52 عاماً، أدركت حجم المسؤولية والطموح، فتحولت إلى مشروع معرفي تنويري، يُعبِّر عن الإمارات التي تنطلق بثقة نحو المستقبل، مسجلة كل يوم حضوراً دولياً مشرفاً في التنمية والتنافسية والإبداع.
قرأت مصالح الإمارات بصوت عالٍ، وكتبتها بلغة واضحة، ضمن عمل مهني خالص للبلاد وقيادتها، ما جعلها «تتصدّر المشهد» المعرفي على اتساعه وعمقه.
استشرفت المستقبل، ووضعت الأسس والقواعد القادرة على مواكبة المتغيرات التكنولوجية، وعززت من آليات تطوير رسائل حضارية وإنسانية بمهنية ومصداقية كان لها دورها الفاعل في الداخل والخارج، فيما لم تنس يوماً أنها تحمل اسماً عزيزاً على الجميع، هو بعينه البلاد التي حلم بها زايد وراشد والمؤسسون.
أصّلت للإعلام التنموي، و«صحافة السلام»، التي تسرد تجارب التواصل والتعايش والحوار الإنساني، وتقف ضد الترويج للكراهية بين الأديان، وتتصدى للتطرف وأيديولوجياته التي تؤدي إلى الإرهاب ودوامات العنف.
هذه كانت المهمّة الأسمى التي تشرفت «الاتحاد» بالقيام بها منذ صدورها قبل قيام الدولة، مروراً بتحولها لتكون جزءاً من مشروع الإمارات التنويري الذي تقوده «شركة أبوظبي للإعلام» على تنوع منتجاتها ومنصاتها.
في جميع مراحلها.. انهمكت في تطوير شامل، امتد حالياً إلى نسختها الورقية التي خضعت لخطة محتوى جديدة أكثر منهجية في التعبير عن الأجندة الوطنية، مع مزيدٍ من التركيز على القصة الإماراتية، مع تحول رقمي واكب كل المستجدات التقنية والوسائل الحديثة.
وفي «الخمسين الجديدة».. تواصل «الاتحاد الصحيفة» التعبير عن «الاتحاد الوطن» بروحه ومعناه وبيته المتوحد؛ لتعمل على خروج هذا الملحق إلى النور بالتعاون مع زميلتها «البيان» التي تجاورها الرؤية والهدف والطموح، حيث «البيت متوحّد»، والرسالة واحدة.
الملحق الصادر اليوم، استدعاء لمشهد محفور في ذاكرة الإماراتيين، جيلاً بعد جيل، حيث زايد وراشد يتعانقان عند «عرقوب السديرة»، ويضعان معاً حجر الأساس لـ«الوطن الحلم»، الذي كتبا بعزمهما حروفه الأولى، واكتمل عقده لاحقاً، في سبع إمارات، وانطلق من «دار الضيافة» في نموذج وحدوي هو الأكثر رسوخاً في منطقة لا تزال حتى اليوم تبحث عن الاستقرار وتحاول نزع اليأس عن مستقبلها.
ليوم واحد.. نتخلى سوياً عن المنافسة (بمعناها الأكاديمي التقليدي)، ونكتب معاً هذا الملحق، خالصاً لوجه القيادة والوطن، ونستدعي معاً نقطة مهمة ومرحلة مفصلية من تاريخنا، بينما نحن على بعد خطوات من الدخول إلى «خمسين عاماً» جديدة من عمر بلادنا، التي نعشق ترابها، سهولها، وديانها، جبالها، حكامها، شعبها، ونتشّوق لكتابة المزيد من الفصول في قصّة نجاحها في الأعوام المقبلة، وصياغة النصّ الأبلغ في وصفها، والتقاط الصورة الأجمل لملامحها، ونتنافس.. لكن في حبّها.
كل عام وبلادنا وقيادتنا وشعبنا ووحدتنا ومستقبلنا بخير.