بينما كنا في ذروة الاستعداد لاستقبال أيام الفرح والابتهاج بحلول مناسبة وطنية غالية وعزيزة على قلوبنا، عيد الاتحاد الخمسين، شهدنا فرحة غامرة بإنجاز جديد مُشرف للإمارات وأبنائها الأوفياء الأكفاء، بإعلان انتخاب اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي رئيساً للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية «انتربول» لأربع سنوات قادمة، انتخاب صادف أهله لضابط من طراز رفيع عرفناه في مواقع مختلفة من المسؤولية ضمن أجهزة وزارة الداخلية بقيادة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وله بصمات واضحة في تطوير العمل الشرطي والتحول الرقمي تحديداً، حيث يقف الرجل وفريق عمله وراء العديد من برامج إعادة هندسة الإجراءات ليصبح لوزارة الداخلية التي يشغل فيها منصب المفتش العام منذ 2015، حضور دائم على منصات التكريم والتقدير خاصة في الابتكار وإسعاد المتعاملين والتطبيقات الذكية والخدمات الرقمية.
انتخاب اللواء الريسي من صور التقدير الدولي الرفيع للإمارات والثقة بسياساتها والتزاماتها الدولية في مختلف الميادين والمجالات، وما يكنه العالم من احترام لقيادتها الحكيمة ومواقفها المبدئية الراسخة لوقوفها في خندق واحد مع المجتمع الدولي للتصدي للعديد من الظواهر والتحديات التي تهدد أمن واستقرار المجتمعات، كالإرهاب والتطرف أو الأمن السيبراني أو تهريب المخدرات أو الاتجار بالبشر وغيرها.
حصد الريسي 104 أصوات من إجمالي 151 صوتاً، أي ما نسبته 61% من إجمالي الدول التي صوتت، مقابل 47 صوتاً حصل عليها منافسه التشيكي. تأييد كاسح لممثل دولة لها سمعة دولية كبيرة ونجاهات باهرة في مجال إنفاذ القانون. رغم كل تلك الأصوات والأبواق المأجورة التي حاولت التشويش على رحلة الرجل نحو أعلى مقعد في «الإنتربول»، منذ أعلن ترشحه للمنصب الدولي الرفيع وفي جولاته لحشد الدعم في مختلف قارات العالم، حيث حظي بلقاء رؤساء تلك الدول يسبقه اسم الإمارات وسمعتها الرفيعة.
تابعنا أصوات النشاز التي استنفرت كل منصاتها وأبواقها المضللة في محاولاتها اليائسة البائسة للنيل من اسم الإمارات، ليرد عليها العالم ويصوت من جديد لصالح الإمارات في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وكذلك مجلس الأمن الدولي. مكانة رفيعة وراسخة صنعتها رؤية قيادة حكيمة وسياسات متزنة وإنجازات باهرة بعيداً عن محترفي الشعارات الجوفاء وممارساتهم الخرقاء. نسأل الله التوفيق لأبومحمد في مهمته الجديدة، و«يا جبل ما يهزك ريح»، فكيف بمن يستند لطوق شامخ اسمها الإمارات؟.