بأية لغة أصفك وأنقش مزاياك على صفحة الوجود حاضراً، وصخرة الخلود، مستقبلاً، بلغة كل أبجديات الشعوب أم بنبض قلبي حين يخفق كدقات الساعة. فكلما غفوت ليلاً تلوحين لي كحلم يضيء مسار غفوي. وكلما صحوت صباحاً هللتُ فرحاً وغبطة ونشوة لأنني محاطة بحنان حضنك الذي اتسع حتى مدارات الكون لي ولكل إنسان حظي بنعمة وجوده على ترابك المنثور كالتبر على صفحة هذا الكوكب. ولكل من آوى إليك من الأقاصي. ولكل طفل شهقتْ أمه فرحاً حين ولد على أرضك المباركة. ولكل كائن في مدارات الطبيعة احتمى بفيض رعايتك وسعيك الدائم لحمايته من وحشة الطبيعة، التي أدت إلى انقراض الكثير من الكائنات على مدار القرون. منذ خمسين عاماً فقط حين أشرقت أنت أم أنك خمسون جوهرة تتلألأ اليوم، وسوف تتلألأ على مدار السنين منذ أن صاغتك يد القائد العظيم والوالد الرحيم الذي سما بك إلى العلا، وجعلك قدوة لكل من رأى، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، كما كان في حضوره البهي، وحتى في غيابه الشجي. زايد الذي رهفت مشاعره حتى احتضنت كل من تاهت به طرقات الحياة. وشفت خصائله حتى تساوت لديه الشعوب. وسمت روحه كأنها الشعاع الذي أضاء هذه الأرض. فقد كان كنوزاً من السخاء، وحضناً من الأمان لشعب تخطى بمجده كل الصعاب التي تعرقل مسيرة الشعوب التي تتوق إلى الارتقاء. وها نحن إذ نحتفل بخمسين عاماً على نهوض الإمارات
كأننا نحتفل بسبعة أعراس في عرس واحد ينثر نشوة الأفراح في كل بيت وكل خطوة على تراب هذه الأرض، التي أنعم الله بها علينا وأسبغ فيض سخائه بالمحبة والسلام. فما من قمر أضاء بالآمال على أروحنا سوى ما أبدعته الإمارات في مسيرة أيامنا. فليس ضياء الفجر ما يضيء دروبنا بل هذه الجوهرة التي تشبه تعويذة الحياة حين تمس روحنا هواجس الخوف والظنون. فحين تنسل إلى أحداقنا شدة الإعتام، وحين تراوغنا وحشة النفس نقرأ تعويذة الإمارات فنبصر المعلن والخفي، ونأتلق بالنشوة ونرفرف بأجنحة الفرح. فيا عرس الإمارات الراسخ بالأمل منذ خمسين عاماً وإلى الأبد، فبقوة غرسك السخي اخترقت مدارج الفلك. وها نحن مدججون بالآمال التي غرستها في أرواحنا سنمضي إلى دروبنا وملء عقولنا الضياء، وفي قلوبنا مسرة الحياة. وفي الخطى على دروب العمر سنخصب الحقول وننثر البهاء، لعل من يجيء بعدنا يرى الطريق مشرقاً يقوده إلى رحابة الإمارات!