عند نقطة الخمسين عاماً من البناء والعطاء والجمال والمحبة نقف مع قيادتنا الحكيمة وقد فتحت لنا أبواب المستقبل ونحن نبتسم إجلالاً لهذا العطاء وكلنا ثقة ويقين بأن الآتي أجمل، بإذن الله تعالى. التغيير يعني التجديد وهو كالوضوء استعداداً للعبادة، وطبيعي كتغير ملامح وجوهنا التي نراها في الصور القديمة عند مقارنتها بما نجده من ملامح في المرآة، وهي كذلك كمن يلبس القطن ويعرف تفاعله بالانكماش و«التجسيف» كلما لبسناه لفترة طويلة. من يكره التغيير هم القابعون على أرائكهم، والمخترقون للقواعد والقيم والأعراف والقوانين، والمعفَون من رسوم الضمير لا يحبذون كلمة تغيير لأنها تعني لا كرسي ولا صولجان ولا سيطرة ولا قلم «نُسم» تأتي لوطن لا يعرف سوى التسامح والسلام والتعايش. لذا قررت أن أبحث في اللغة العربية الصامدة عن معنى كلمة «نسيم» ومشتقاتها. يقول صاحب اللسان: إنها صيغة الجمع فالنَّسَمَةُ: نَفَسُ الرُّوحِ. وَمَا بِهَا نَسَمَةٌ أَيْ نَفَسٌ. يُقَالُ: مَا بِهَا ذُو نَسْمٍ أَيْ ذُو رُوحٍ، وَالْجَمْعُ نَسَمٌ. وَالنَّسِيمُ: ابْتِدَاءُ كلِّ رِيحٍ قَبْلَ أَنْ تَقْوَى. وَالنَّسِيمُ: نَفَسُ الرِّيحِ إِذَا كانَ ضَعِيفًا، وَقِيلَ: النَّسِيمُ مِنَ الرِّيَاحِ الَّتِي يَجِيءُ مِنْهَا نَفَسٌ ضَعِيفٌ، وَالْجَمْعُ مِنْهَا أَنْسَامٌ، وتقول العرب عن النسيم بأنه لَهَا رِيحٌ طَيِّبَةٌ وَإِذَا تَنَسَّمَها الْعَلِيلُ وَالْمَحْزُونُ وَجَدَ لَهَا خَفًّا وَفَرَحًا. وفي اللهجة الإماراتية نقول: «نسمي عليها شوية خليها تتنصخ» أي حلي الوثاق أو حرريها ودعيها تتنفس، والمقصودة هي العنز المربوطة لمن قرأ قصتي معها.
وعن كلمة «غير» يقول لسان العرب بأنها تعني تَغَيَّرَ الشَّيْءُ عَنْ حَالِهِ: تَحَوَّلَ. وَغَيَّرَهُ: حَوَّلَهُ وَبَدَّلَهُ كأَنَّهُ جَعَلَهُ غَيْرَ مَا كانَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ. وكذلك الدهر وأَحْوَالُهُ الْمُتَغَيِّرَةُ، ومن مشتقاتها كلمة غَيُورٌ، هُوَ فَعُولٌ مِنَ الْغَيْرَةِ وَهِيَ الْحَمِيَّةُ وَالْأَنَفَةُ إضافةً إلى َالْمِغْيَارُ: الشَّدِيدُ الْغَيْرَةِ. وما لم أكن أعرفه أن كلمة الْغِيَرُ: تعني الدِّيَةُ وَجَمْعُهُ أَغْيَارٌ، مِثْلُ ضِلَعٍ وَأَضْلَاعٍ. 
الحمد لله على نعمة الإمارات وقيادتها الاستثنائية التي تعزز الإنسانية، وتصون الكرامة، وتحاكي السلام، وتصافح التسامح، وتحتوي الآخر، وتسعى للخير، وترسخ قيم العروبة والآدمية في جميع مساعيها، فأهلاً بكل جديد ومرحباً ملايين ولا يسدن بالمستقبل.
للعارفين أقول: يقول ابن منظور المتوفى عام 711 هجري: «نَزَلَ الْقَوْمُ يُغَيِّرُونَ أَيْ يُصْلِحُونَ الرِّحَال».