ضرب منتخب الجزائر أكثر من عصفور بحجر واحد، بفوزه للمرة الأولى، بلقب كأس العرب، ليؤكد تميزه وتألقه على كل الصعد في السنوات الأخيرة، جمع بين لقب بطولة أمم أفريقيا وكأس العرب، وتأهل عن جدارة للمرحلة الأخيرة المؤهلة إلى نهائيات «مونديال 2022»، وأصبح مرشحاً بقوة للعودة إلى الملاعب القطرية، بعد أقل من العام. 
والحق يقال إن المنتخب الجزائري استحق اللقب عن جدارة واستحقاق، ليسجل رقماً قياسياً عالمياً، في الاحتفاظ بسجله خالياً من الهزائم، لمدة 39 مباراة، متفوقاً على المنتخب الإيطالي بفارق مباراتين، وفي مشواره نحو اللقب العربي، خسر صدارة المجموعة الرابعة بتطبيق قاعدة اللعب النظيف، ثم تجاوز المنتخب المغربي، وجرده من اللقب، ثم تخطى المنتخب القطري صاحب الأرض والجمهور، في مباراة غاية في الإثارة، وعندما حان موعد مواجهة «نسور قرطاج» كان لاعبو الجزائر عند حُسن ظن جماهيرهم، وفازوا بهدفي سعيود وياسين إبراهيمي، في نهائي باح بكل أسراره، وأكمل مشهد الإبداع الذي تابعه الجميع خلال 19 يوماً، استثنائياً في تاريخ كأس العرب.
وكل التهنئة لـ «محاربي الصحراء» الذين أثبتوا أنهم منتخب من ذهب، بقيادة «الماجيكو» بوقرة الذي سيسلم الراية للمدرب الكفء جمال بلماضي، لينافس على بطاقة المونديال، مروراً بالدفاع عن اللقب الأفريقي الشهر المقبل في الكاميرون.
ويستحق المنتخب التونسي أن نرفع له القبعة، حيث لم يكن مرشحاً للتأهل إلى النهائي، وبرغم ذلك تجاوز الخسارة من سوريا في دور المجموعات، وكسب عُمان في دور الثمانية، وأقصى منتخب مصر في نصف النهائي، وكان أكثر من ند لمنتخب الجزائر في ليلة الختام.
×××
كل التحية لدولة قطر التي قدمت بطولة من الصعب أن تتكرر مرة أخرى، فمن يعيد تلك الأجواء المونديالية، تنظيمياً وجماهيرياً، ونقل تليفزيوني لا نشاهده، إلا في كأس العالم، لاسيما أن لا أحد يضمن أن تستمر رعاية الاتحاد الدولي للبطولة، وكانت تلك الرعاية وراء تكليف حكام أجانب لإدارة المباريات، فمرت الأمور بسلام، وكأننا لسنا بصدد التعامل مع منتخبات عربية اتفقت على ألا تتفق.
×××
أثبتت كأس العرب مجدداً أن ثمة فوارق فنية واضحة ما بين منتخبات عرب أفريقيا ومنتخبات عرب آسيا، بدليل أن نهائي 2021 كان أفريقياً خالصاً، وأن آخر بطلين للمسابقة من عرب أفريقيا، فضلاً عن أن أحلى أهداف البطولة كانت بأقدام أفريقية «هدف البلايلي في مرمى المغرب، وهدف أحمد رفعت في مرمى السودان، وهدف أمير سعيود في مرمى تونس».