هل ما زال هناك أمل في أن يتحقق رجاء الاتحاد الدولي لكرة القدم، برؤية كأس العالم تنظم مرة كل سنتين، بدلاً عن مرة كل أربع سنوات؟
كان بالفعل مخاضاً عسيراً، ذاك الذي عشناه، منذ أن طلعت الفكرة مقترحاً نيئاً يختبر نفسه، في عالم آخذ في تحريك كثير من المياه الراكدة، فإما أن نتبين بعد حين أنه كان حملاً كاذباً، وإما أن يكون الميلاد قيصرياً؟
فما بين الإصرار على ميلاد هذا النظام الجديد الذي يراد منه تغيير خريطة الأحداث الكروية عالمياً وقارياً، وما بين الإلحاح على «وأد» الفكرة، لأنها إن ولدت ستولد مشوهة بل ومعاقة، ستدخل «الفيفا» مع الاتحادين الأوروبي والأميركي الجنوبي في «عراك» مفتوح، في شد وجذب، هو من صورة ما عشناه في السابق، اختبار قوة لا أحد يعلم له مآلاً ونهاية.
عندما أطلق جياني إنفانتينو مشروع تنظيم كأس العالم مرة كل عامين، مجرداً من كل التعليلات الفنية والرياضية والتسويقية التي ستتداعى بعد ذلك، عند إحداث هيئة تطوير أنيطت رئاستها بالفرنسي أرسين فينجر، انطلقت المؤسسات الوصية على كرة القدم في محيطات قارية، في استقراء الفكرة ودراستها من كل الزوايا، فانقسمت بشأن ذلك، إلى ثلاث جبهات..
جبهة أولى رافضة رفضاً قاطعاً الفكرة، لأنها ستحدث «رجة» عنيفة على مستوى الأجندة الدولية، وقد ارتفع صوت الرفض مجلجلاً في أوروبا وأميركا الجنوبية، معتبراً أن تنظيم «المونديال» مرة كل عامين، سيقتل بسابق إصرار وعمد المنافسات القارية، ولم تخف حدة الرفض، حتى وأرسين فينجر يؤكد في خرجات إعلامية، أن الفكرة ستنزل متزامنة مع تعديلات جوهرية ستحدث على مستوى «الروزنامة» الدولية، بهدف التخفيف من الضغط الرهيب الذي تشكو منه.
وجبهة ثانية متحفظة، ترفض الفكرة شكلاً لا مضموناً، لأنها تنتصر لكرة القدم، والتي يجب ألاّ تتأثر بأي مشروع هادف فقط لرفع الإيرادات المالية.
أما الجبهة الثالثة، فهي المنتصرة للفكرة من دون حاجة لعرضها على البحث والتمحيص، لأن من يصطف فيها، هم أولئك الذين يخرجهم إنفانتينو من الجراب ليصوتوا على كل مشروع يأتي به من دون تردد ولا «مناكفة». 
ولأن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، كان منذ زمن بعيد، يمثل قوة ردع رهيبة داخل «الفيفا»، فلا يسمح لأي مشروع أن يرى النور من دون مباركته، فإن رئيسه تشيفرين خرج قبل أيام على قومه يخبرهم أن فكرة تنظيم كأس العالم مرة كل سنتين، ماتت في مهدها، ولا أمل لإنفانتينو في إبقائها حلماً في منامه، وفي ذلك ما يعيد لمنصة السؤال الأزلي..
أيهما أقوى تأثيراً في محيطه، «الفيفا» أم «اليويفا»؟
لا أعتقد أنكم ستتيهون كثيراً قبل أن تجدوا الجواب.