من أكثر ما أفتقده، بعد ترك وظيفتي، تلك البهجة التي تحدثها فيّ تعليقات المتلقين للمحتوى الذي كنت أشتغل عليه، ولهذا تملكني شعور جامح، منذ أسبوع عندما تناولت أطراف الحديث مع «أم» لأطفال صغار -تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والعاشرة- وهي تتحدث معي -دون أدنى معرفة بخلفيتي- حول تأثير مجلة وقناة ماجد الإيجابي على مستوى الصغار في اللغة العربية، التي كانت قد تدهورت مؤخراً بسبب التعليم (عن بُعد)، وكوني أنتمي لهذه المنظومة الإعلامية المعنية بإدارة عالم «ماجد»، وغيرها من المنصات المؤثرة، شعرت أني مستحقة لهذا الفخر. 
الحقيقة التي لا يجب علينا تجاهلها إطلاقاً، أن هناك تأثيراً فكرياً ولغوياً وقيمياً حقيقياً تحدثه منصات الإعلام على المستهدفين بتأثيراتها النوعية والعميقة على المتلقين الملتزمين بمنتج هذه المنصة أو تلك، هذا ما يدركه صناع الإعلام الأذكياء، الذين يقدمون محتوى وهم على ثقة أن تأثيره سيظهر لا محالة.
ويحسب لصناع محتوى الطفل أنهم الأكثر ذكاء وجلداً، كون تأثير منتجهم يحتاج لعشرات السنوات لكي يأتي أُكله، وأشير هنا إلى محتوى الطفل على وجه الخصوص، كوننا احتفلنا بالأمس بيوم الطفل الإماراتي، والذي تزامن مع تاريخ توقيع دولة الإمارات العربية المتحدة على ميثاق الطفولة العالمي، وصدور القانون الاتحادي عام 2016 في شأن حقوق الطفل، والذي يؤكد على دور السلطات المختصة والجهات المعنية في تحقيق تنشئة للطفل تجعله يتمسك بعقيدته ويعتز بهويته، وهو الدور الذي لن تقوم به إلا منصة رسمية.
فبالرغم من كل ما يقال حول هيمنة السوشيال ميديا على اختيارات الصغار وتوجهاتهم، يبقى للإعلام الرسمي دور كبير في إحداث توازن في المحتوى المقدم للطفل، لسبب لا يمكن تجاهله، هو أن الغالبية من أطفال العرب وفي مختلف الأقطار العربية من المحيط إلى الخليج لا زالوا يشاهدون برامج الأطفال العربية عبر التلفزيون، ويقرؤون المجلات العربية، وهو ما يدفعنا إلى الاستمرار على النهج المؤثر الذي كانت الدولة سباقة له منذ إطلاق «ماجد» كأول مجلة عربية للطفل عام 1979، ومن ثم «قناة ماجد» التي حققت نجاحاً نراه بوضوح على منصاتها الرقمية.. لقد أصبح عالم ماجد ورقة رابحة وأداة من أدوات القوة الناعمة التي قدمتها الإمارات، ليس للطفل الإماراتي فحسب بل للطفل العربي في كل مكان.