رسائل كثيرة، حملها استقبال الإمارات للرئيس السوري بشار الأسد، في زيارة أخوية، كانت حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي، والخبر الرئيس في معظم الصحف والمواقع الإخبارية والمحطات التلفزيونية العربية والدولية.
لعلّ أبرز هذه الرسائل، من وجهة نظرنا، هي المصداقية التي تحظى بها بلادنا في الأوساط السياسية بالمنطقة والعالم، الأمر الذي منحها القدرة على التعاطي مع القضايا بمرونة وفاعلية وجرأة لا تخطئها عين، ذلك أن الإمارات -وكما هو معلوم للجميع- «دولة تقول ما تفعل، وتفعل ما تقول».
تنطلق الإمارات في تعاطيها الإيجابي مع كل الأزمات التي تعصف بالمنطقة، ومنها الأزمة السورية، من مبادئ إنسانية، ومقاربة واقعية تنحاز لدبلوماسية السلام والحوار وبناء الجسور والتعاون، وتؤصل لمسارات تساهم إيجاباً في إيجاد حلول تعزز فرص استقرار المنطقة.
وفي هذا السياق، جاء فتح الإمارات سفارتها في دمشق العام 2018، وما أعقبه من اتصالات بين قيادات البلدين، ثم زيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لسوريا في نوفمبر 2021، والتي عكست رغبة إماراتية واضحة في إعادة سوريا إلى الحاضنة العربية، باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي، لتأتي زيارة الرئيس الأسد وتستكمل ذلك المسار الإيجابي، وتعبّر عن ثقة كبيرة في الإمارات باعتبارها بوابة السلام.
قلناها سابقاً، ونكرّرها مجدداً: «البعد عن سوريا لا يخدم سوريا ولا العرب، وسيزيد الأمور تعقيداً، وآن الأوان لتبني مقاربة جديدة، تؤصل لخيارات عربية تساهم إيجاباً في إيجاد حل سلمي للأزمة، وتتمسك بوحدة التراب الوطني السوري، وتقطع الطريق أمام تحوله إلى أرض خصبة لنزعات التطرف والإرهاب».
يكفي سوريا عقد من التدخلات والتجاذبات، ويكفي شعبها عقد من المعاناة.. وسيظل طموحنا هو سوريا الآمنة، سوريا الموحدة، سوريا المستقرة البعيدة عن دوامات العنف والتخريب.