تلاعبت التصفيات الحاسمة لكأس العالم، بأعصاب جماهير العديد من المنتخبات، قبل أن تبوح بكل أسرارها، باستثناء الملحق التي سيحدد الفرق الثلاثة التي ستكمل عقد مونديال «الدوحة 2022» الشتاء المقبل.
وعلى صعيد «عرب المونديال» لم يجد «أسود الأطلس» صعوبة في تجاوز الحاجز الكونغولي، بفوز عريض استثماراً للتعادل في لقاء الذهاب خارج الديار، كما وجد تونس «نسور قرطاج» مواجهته مع مالي فرصة سانحة لرد الاعتبار لخسارتهم أمام نفس الفريق في كأس أمم أفريقيا بالكاميرون.
وبالتأكيد كان المنتخب السعودي الأسعد ما بين كل «عرب آسيا» بتأهله المستحق للمرة السادسة، وتصدره المجموعة بقيادة المدرب الكفء هيرفي رينارد الذي سبق أن قاد المغرب إلى «مونديال 2018».
وبينما كان منتخبا المغرب وتونس يتذوقان شهد التأهل إلى «المونديال»، كانت الحسرة وخيبة الأمل العنوان الأبرز لمشاركة مصر والجزائر، وبرغم أن المنتخب السنغالي كان الأفضل والأكثر إقناعاً في مواجهتي القاهرة وداكار، إلا أن الفرصة كانت مهيئة أمام مصر للتأهل إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي، لولا أن ركلات الترجيح أدارت ظهرها لمنتخب مصر ليخسر إنجازين مهمين في النهائي الأفريقي وفي التصفيات المونديالية، وليخسر محمد صلاح حواره مع ساديو مانيه.
وبرغم الأجواء العدائية التي عانى منها منتخب مصر منذ وصوله إلى داكار وأثناء المباراة وبعدها، إلا أنني استبعدت تماماً إمكانية إعادة المباراة.
ولأن من «شاف بلاوي الناس هانت عليه بلوته»، فإن ما حدث لمنتخب الجزائر فاق كل «أفلام هيتشكوك»، حيث توقع الكثيرون أن مباراة الإياب مع الكاميرون لن تكون سوى مجرد مهرجان للاحتفال بالتأهل للمونديال، إذ بمنتخب الكاميرون يبادر بالتسجيل ليحتكم الفريقان إلى شوطين إضافيين، ويدرك الجزائر التعادل في الدقيقة ،118 وهو ما كان يكفي للتأهل، وكانت لحظات «الصدمة والرعب»، عندما سجل الكاميرون هدف الفوز والتأهل في الدقيقة 124، التي دخلت تاريخ الكرة الجزائرية، باعتبارها «اللحظة الأسوأ» في مسيرة «محاربي الصحراء»!
***
ولا شك أن «الأبيض» الإماراتي أنعش آماله وطموحاته، بالفوز عل «شمشون» الكوري ليواجه «الكنجارو» الأسترالي في الملحق الآسيوي، وكلنا أمل في مواصلة المشوار بالفوز على بيرو.
ولو تحقق ذلك السيناريو المتفائل، فإن الفرصة ستكون سانحة لمواجهة الديوك الفرنسية، أبطال العالم، في بداية المشوار المونديالي.
وقولوا يا رب.