مع كل فعالية ثقافية في العالم، تحضر الشارقة ضيفاً مُحتفى به، لتكشف بجلاء عن أهم أدواتها في التجسير الحضاري وصناعة الإبداع، وتؤكد صحة منهجها في إعادة الاعتبار للفعل الثقافي، كأحد مكنونات القوّة الناعمة للدول والشعوب.
نقول ذلك، ونحن نشاهد بفخر علم دولة الإمارات العربية المتحدة يرفرف في أروقة «معرض لندن الدولي للكتاب»، احتفاءً بالإمارة الباسمة كضيف شرف، تقديراً لجهودها في مد جسور التواصل بين الثقافة العربية ونظيرتها الأوروبيّة، وتقديمها نموذجاً حضارياً رائداً في المنطقة لبناء مجتمع المعرفة، والاستثمار في الكتاب محرِكاً للتنمية وأساساً للنهضة الشاملة.
فقد راهن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي على الثقافة مكوّناً أساسياً وجوهرياً لمشروعه التنموي، بمحتواه الإنساني والإبداعي، ورؤاه الشمولية، فلم يقتصر أثره على دولة الإمارات العربية المتحدة فحسب، ولم ينحصر مداه في الإطار العربي فقط، بل امتد إلى آفاق العالم، كونه بالأساس مشروعاً إنساني المحتوى، قدّم للعالم الكثير من التجارب والمبادرات والرؤى للنهوض بالحراك الثقافي والمعرفي.
ويدرك المتابع أن هذا المشروع أضاف الكثير لفاعلية خطاب الإمارات المتسامح المناهض للظلامية والتعصّب، وزاد من تأثير قوتها الناعمة، دولة تؤمن بشرعية الكلمة، وأحقية الموقف، وشفافية الرؤية.
شكراً «سلطان الثقافة» أن وضعتنا تحت أنظار نخب المثقفين في العالم، وأضأت بمداد قلمك على وسطيتنا وتعايشنا وانفتاحنا واتزان رؤيتنا وعقلانيّتنا.
شكراً لأنك وضعت فكر الإمارات في أكثر الصفحات تأثيراً، وجعلت خطابها عن التسامح والتفاهم مسموعاً ومقروءاً ومرئياً.
شكراً لأنك أعدت للأدب العربي مكانته في العالم، وحفرت للشارقة مكانة متميزة في الخريطة الثقافية الدولية، فكانت ضيفاً مُحتفى به، في كل أعراس الثقافة والكتاب، من لندن وباريس، إلى فرانكفورت وإيطاليا والمكسيك وغيرها، وجعلت منها مركزاً للقراءة والثقافة والنشر.. دمت سلطان الكلمة كما أنت دوماً سلطان القلوب.