فاز الأهلي على الرجاء 2-1 في دوري أبطال أفريقيا، وفاز المصري على نهضة بركان المغربي 2-1، وتعادل بيراميدز مع مازيمبي الكونغولي سلبياً في «الكونفدرالية».. ولا أتوقف عند النتائج لتقييم أداء فريق، لأن الأهلي مثلاً كان يجب أن يحقق فوزاً كبيراً بحجم الفرص التي لاحت للاعبيه والسيطرة التي فرضها على اللقاء، باستثناء دقائق معدودة. 
وفي المقابل لم يكن فوز المصري مقنعاً وفقاً للأداء، بينما واصل بيراميدز اللغز، فكيف لفريق يملك هؤلاء النجوم ومدربهم بات مدرباً لمنتخب مصر، ويلعب الفريق بهذا الأداء الباهت؟
أذكر أنني تناولت أداء المصري منذ أسابيع مع فريق القطن، وكانت المباراة في الكاميرون، وقلت: مباراة في الملل لدرجة أن المعلق كان يحتاج من يوقظه، والمدهش أن المصري لعب بتحفظ بطريقة السبعينيات من القرن الماضي، تريدون بطولة اذهبوا إليها واطلبوها في كل مباراة باللعب والهجوم.
تلقيت رسائل عتاب كثيرة على هذا النص من مسؤولين في النادي المصري، والواقع أني رأيت انتهاء المباراة بالتعادل بمثابة خسارة للمصري الأفضل كثيراً من القطن، لكن كما جرت العادة، نقطة خارج الأرض يراها المسؤولون مكسباً، وبعد مباراة بيراميدز الأخيرة مع مازيمبي، قال محمود فتح الله المدرب العام للفريق: لابد من اللعب بكل قوة ورجولة في المباراة الثانية.
مازال الكثير من الفرق المصرية والعربية لا تدرك أن كرة القدم تطورت بصورة مذهلة، ومن أسف أن تقييم بعض المدربين أوسائل الإعلام الرياضية لأداء الفرق يذهب فوراً إلى جملة «اللعب برجولة»، وبالطبع فريق مازيمبي قوي، لكن وصف الأداء الذي سيقود الفريق للفوز في العودة أنه بـ «رجولة»، هو توصيف غير دقيق، يستند على العواطف، فلم أسمع أبداً مدرباً أجنبياً يصف الأداء الجيد لفريقه بأنه بـ «رجولة»، لا تقول ذلك عن مانشستر سيتي ولا عن ليفربول، لا عن ريال مدريد ولا عن أي منتخب يلعب كرة جديدة.
الأصل في لعب كرة القدم أن تلعب كل مباراة بأقصى طاقة من الجهد، ووفقاً لمفاهيم اللعبة الجديدة من ضغط واستخلاص، وسرعات، وتحركات في المساحات بلا توقف.
 وقديماً في عام 2002 أثناء مونديال كوريا واليابان صدر تقرير عن الكرة الحديثة، وتضمن نصاً يقول: إن لاعب الوسط يجري بمعدلات أكبر من لاعبي الدفاع والهجوم، فهو يقطع مسافة 10 كيلومترات في المتوسط في المباراة الواحدة.
هذا لم يعد دقيقاً، فالظهير الأيمن أو الأيسر يقطع مسافات كبيرة ذهاباً للهجوم وعودة للدفاع، والمهام لم تعد مقسمة وموزعة على الخطوط، ولكنها مهمة فريق يدافع أو يهاجم بنظام.
** كرة القدم الجديدة تنتظرنا!