طلب الأهلي حكاماً أجانب ولم يطلب الزمالك.. هل تريدون الحق؟
الفرق التي تلعب ضد الأهلي والزمالك هي التي تستحق أن تطلب الاستعانة بحكام أجانب، وهي ظاهرة أن يشير المهزوم إلى الحكم أو إلى النقاد أو إلى الإعلام بأنهم سبب الهزيمة، فالمهزوم لا ينظر إلى المرآة، وإنما يفتش عن عذر أو سبب كمن يفتش عن كنز!
لم يعد أنصار الفرق المصرية، وخاصة الأهلي والزمالك يتحملون النقد، وهم يبررونه بأن صاحبه «مغرض». وتطورت الأمور في الأسابيع الأخيرة بسؤال النقاد والمحللين عن ضربات جزاء لم تحتسب أو ضربات جزاء احتسبت لهذا الفريق أو ذاك، ومدى صحتها، ووصل الأمر إلى اتهام «الفار» بالانحياز ومخرج المباراة في التلفزيون بالانحياز لفريق ضد فريق.
كلما سُئلت عن رأيي في قرار حكم أحرص على عدم الخوض في تقييم القرارات، لكني أقبل بتقييم أداء الحكم، لأني أعرف أن الحكم هو الإنسان الوحيد الذي لا يستطيع أن يقول في لحظة اتخاذ القرار: «لا أعرف»، ونعم هناك تقنية مساعدة الآن إلا أن التحكيم في مصر يعاني بشدة، ولأن قرارات الحكام تتطلب خبرات، فإنني أحرص على سؤال أكثر من حكم دولي عن رأيه في لعبة ما يثار حولها الجدل، الذي بات «أغنية يومية» في ملاعبنا. وحين سألت حكماً عن فاول ارتكبه الونش في مباراة المصري خارج منطقة الجزاء كانت الإجابة: «يجب طرد الونش» وهذا رأي حكم، وعندما سألت ثلاثة حكام عن ضربة جزاء احتسبت للأهلي في مباراة سيراميكا تلقيت ثلاث إجابات: «ليست ضربة جزاء»، «ضربة جزاء»، «يمكن أن تحتسب ويمكن ألا تحتسب»!
قلت في نفسي تلك ضربة جزاء يجب أن تذهب إلى محكمة النقض. إلا أن المدهش بالفعل أن الجميع يتركون الأداء وصناعة الفرص ومستوى الفريقين، وتتجه الأنظار لتحليل أداء فريق واحد، لماذا خسر أو لماذا فاز، وهذا الفريق الواحد هو الأهلي أو الزمالك كأنهما يلعبان وحدهما في المسابقة!
ولا نملك قسوة نقد الأجانب، وأذكر أن مباراة العودة بين ريال مدريد وتشيلسي كانت دراما حقيقية، وانتهت بإحراز بنزيمة هدفاً في الوقت الإضافي ليفوز الريال 3-2 (5-4 في مجموع المباراتين) وخرجت الصحف الإنجليزية يومها بعناوين ومقالات شديدة البلاغة والقسوة أيضاً، من نوع «كيف تقتل ما لا يقتل»؟.. «المباراة وداع لعصر إبراموفيتش.. وداع لتاريخ مجيد لا يمكن إنكاره للنادي، كانت هزيمة تشيلسي مثل جنازة «الفايكينج»!
** لم تعترض إدارة تشيلسي، لم يُقدم كاتب المقال إلى القضاء، لم يتعرض لموجات هجوم إلكترونية، لم يوصف بأنه من المشككين والمغرضين!