خالص التهاني والتبريكات للشاعرة والروائية الإماراتية ميسون صقر القاسمي، فوزها المستحق بجائزة الشيخ زايد للكتاب2022- فرع الآداب في دورتها السادسة عشرة، عن عملها الإبداعي والمتميز «مقهى ريش - عين على مصر»، الصادر عن «دار نهضة مصر للنشر» العام الماضي 2021، لتصبح أول كاتبة وأديبة إماراتية تفوز بالجائزة، التي تحمل اسماً غالياً ليس على قلوبنا كإماراتيين وعرب فقط، وإنما للعالم الذي أسره المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بطيب سجاياه وشمائله وإرثه الخالد ومجموعة القيم الإنسانية النبيلة التي أرساها، ونسج بها جسوراً تنبض بالحب والتواصل والتسامح والتفاهم وحسن التعايش بين الشعوب والحضارات والثقافات، ونبذ الغلو والتطرف والإقصاء والكراهية والتمييز، وباتت نهجاً لإمارات الخير والمحبة.
قبل نحو ثلاثة أشهر اقتنيت الكتاب الذي عثرت عليه، بعد جهد في إحدى مكتبات العاصمة أبوظبي، لأكون أمام عمل مبهر وجهد فريد يوثق لحقب تاريخية مختلفة لأرض الكنانة، من خلال تاريخ مقاهٍ شهيرة فيها، ومنها «ريش» العريق والشاهد على أحداث مفصلية شهدتها القاهرة، بحكم موقعه غير البعيد من شارع وميدان طلعت حرب، ونال شهرة واسعة بعد أن أصبح الأشهر ثقافياً واجتماعياً وسياسياً، وبات المفضل للشعراء والأدباء وغيرهم من المبدعين، وارتبط في الذاكرة مع أديب نوبل الراحل نجيب محفوظ وغيره.
«مقهى ريش - عين على مصر» عمل إبداعي توثيقي استقصائي، ينقل لنا عبر تاريخ مقاهي مصر صوراً ثرية في حقب تاريخية متعددة تعاقبت على القاهرة، نتعرف بين ثناياها على طبيعة الحياة في تلك الفترات ونمط المعمار فيها، حقب اتسمت بحضور لافت ومؤثر للجاليات الأوروبية المهاجرة، والتعايش بين الأديان والأعراق، وبالذات القادمين من إيطاليا واليونان والذين أثروا الحياة الفنية والثقافية فيها.
عبر صفحات الكتاب نحلق بجمال وسلاسة رحلة تتدفق من خلالها الكلمات كتدفق النيل على أرض الكنانة، جهد فخم لتاريخ فخم ثرٍ، كُتب بمداد محب لمصر، كما أهل الإمارات الذين يحبون مصر لدرجة العشق، كيف لا وقد أوصاهم زايد بمصر، الذي وصفها بمكان القلب من الجسد، فهل من حياة لجسد بلا قلب؟.
اليوم مصر تنهض من جديد بفضل عقول وسواعد وهمم أبنائها، وستظل في عيوننا وقلوبنا وتبقى «المحروسة» محروسة بحفظ الله، تحف بها محبة كل العرب من الخليج للمحيط، لأنها باختصار «أم الدنيا».. قلب وروح العرب.