كل التحية والتقدير لفرق شرطة أبوظبي والدفاع المدني للجهود الكبيرة والجاهزية العالية والاحترافية المتميزة في تعاملها مع حادث حريق مطعم في منطقة الخالدية بالعاصمة ظهر أمس الأول، رغم الأضرار والإصابات التي نجمت عن انفجار أسطوانة الغاز المتسببة بالحادث.
 نجحت فرق الدفاع المدني في السيطرة على الحريق خلال فترة قياسية، وتمكنت شرطة أبوظبي من تأمين الموقع والبنايات المجاورة وتوفير مساكن مؤقتة للعائلات المتضررة، حتى تم الانتهاء من تأمين البنايات بشكل كامل ونقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج.
 وقد حرصت الشرطة على إطلاع الجمهور وبالصور أولاً بأول على مجريات الحادث من خلال منصاتها الرقمية، لتقطع الطريق على مروجي الإشاعات، ممن يتفننون في مثل هذه المواقف في تصوير الأمور بخلاف حقيقتها لأجل إثارة البلبلة وتضليل الرأي العام. كما حرصت على تقديم تعازيها لذوي المتوفين الاثنين وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين، وجددت دعواتها للجمهور لاستقاء المعلومات دائماً حول هذا الحادث وغيره من المصادر الرسمية.
 لقد كانت لحظات دقيقة في إعادة تنظيم الحركة المرورية وتغيير المسارات بكل هدوء وانسيابية في منطقة الحادث والشوارع والطرق المحيطة، لتجسد المستوى الرفيع والمهارات العالية لهؤلاء الرجال وهم في الميدان تحت أشعة الشمس والغبار، وفي واحدة من أكثر مناطق المدنية ازدحاماً واكتظاظاً.
 حادث حريق أمس الأول في الخالدية وإن كان من الحوادث النادرة والمحدودة في المدينة، إلا أنه يطرح علينا من جديد أهمية المتابعات والحملات الميدانية لمختلف المنشآت التجارية منها والصناعية وكذلك المجمعات السكنية، للوقوف على مدى التزامها بالأنظمة والقوانين والاشتراطات ومعايير السلامة، وهي غير قابلة للتراخي والتهاون بشأنها. 
 للأسف، لدينا فئات في المجتمع لا تبدي أدنى اكتراث بمثل هذه الاشتراطات، خاصة عند التعامل مع نقل المواد الخطرة وتلك القابلة للانفجار والاشتعال، وبالذات أسطوانات الغاز عند النقل أو التبديل وحتى التخزين، حيث توضع في الخارج خاصة المطاعم بحسب طلب «الدفاع المدني»، ولكن من دون تهوية أو مظلات للحماية، كما لا يتم الاعتناء بحالة الأنابيب الموصلة بين الأسطوانة ومعدات الطبخ، لا سيما وأنها لا تسلم من غارات «القوارض» في مثل هذه الأماكن. 
نتمنى من هيئة الدفاع المدني في أبوظبي رصد الدروس المستفادة من حريق مطعم الخالدية أمس الأول، بصورة تتعزز معها الإجراءات الوقائية الاستباقية ومدى الالتزام بالاشتراطات والقواعد المطلوبة لتحقيق السلامة العامة في جميع المنشآت والمناطق.