بين ليلة وضحاها، وجدت الكرة المصرية نفسها في مأزق حقيقي، غادرت الفرق الأربعة، الأهلي والزمالك والمصري وبيراميدز بطولتي أفريقيا بخفي حنين، وخسر المنتخب كأس أفريقيا وأهدر فرصة التأهل لنهائيات كأس العالم.
وعلى الصعيد الفردي، خسر «مو صلاح» أربعة ألقاب في عام واحد، بطولة أفريقيا والتأهل إلى كأس العالم والدوري الإنجليزي ودوري الأبطال الأوروبي، في موسم كان من الممكن جداً أن يمنح صلاح لقب أحسن لاعب في العالم.
وفجرت تلك النتائج السلبية بركان الغضب في الشارع الرياضي، لاسيما بعد الخسارة من إثيوبيا في تصفيات بطولة أمم أفريقيا، وأعقبتها الخسارة برباعية أمام «شمشون» الكوري، مما أنهى علاقة المدرب إيهاب جلال بالمنتخب في واحدة من أسرع الإقالات في تاريخ المنتخب المصري.
وشخصياً، أرى أن مشكلة الكرة المصرية تكمن في الأسباب التالية:
أولاً: عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ومن يتذكر سيناريو المنافسة بين قائمتين غير متكافئتين على الإطلاق في انتخابات اتحاد الكرة الحالي يدرك تلك الحقيقة.
ثانياً: تضارب المصالح، فمعظم أعضاء اتحاد الكرة ورابطة الأندية إما يعملون بالإعلام أو يعملون بالأندية.
ثالثاً: غياب المعايير عند اختيار من يعملون بالمنتخبات، بدليل أن اختيار إيهاب جلال لتدريب المنتخب قوبل باعتراضات شديدة؛ نظراً لأن إيهاب لا يملك سيرة ذاتية حافلة بالنجاحات تمنحه الحق في تولي تلك المهمة.
رابعاً: على المستوى الإداري، ما هي نجاحات وائل جمعة ومحمد بركات الإدارية السابقة ليتولى كل منهما منصب مدير المنتخب، ويتكرر السؤال فيما يتعلق بالحارس الأسطوري عصام الحضري الذي لم يسبق له خوض تجارب مهمة في تدريب حراس المرمى قبل أن يتولى تدريب حراس المنتخب الذي كان ينافسهم في حراسة مرمى «الفراعنة» قبل سنوات قليلة.
ومن قال إن كل لاعب ناجح يصلح لأن يكون مدرباً ناجحاً أو إدارياً ناجحاً، وادرسوا مسيرة اللاعب «الناجح جداً»، والمدرب «الفاشل جداً» دييجو مارادونا لتدركوا تلك الحقيقة !
خامساً: إذا كانت بعض مبررات اختيار إيهاب جلال لتدريب المنتخب أن الاتحاد غير قادر على توفير الدولار، بسعره الجديد، للتعاقد مع مدير فني أجنبي، فبماذا نفسر القرارات الأخيرة بالتعاقد مع مدير فني أجنبي للاتحاد ومدير فني أجنبي للمنتخب الأول ومدير فني أجنبي للمنتخب الأولمبي وخبير أجنبي لتطوير منظومة التحكيم، وهل توفر الدولار فجأة بعد رحيل إيهاب جلال؟