• الأوروبيون في الإجازة الصيفية يعلمون أولادهم الانضباط والاستيقاظ المبكر، وأن هناك أوقاتاً لكل شيء، الأكل في موعده، الخروج في موعده، اللعب والنوم في موعدهما، وممارسة الهوايات المحببة لها موعد، نحن العرب، في وجود سهيلة وأخواتها، وتلك التربية المتراخية، «كافيات عنا العبوله»: «خل ولدي راقد»! وحين يصحو في الساعة الواحدة والثلث، يجد فطوره جاهزاً، والبنت تترك مع نقالها في محادثات ومراسلات ذكية، وتنام قبل صلاة الفجر، يسافرون للخارج، ويظلون على نفس البرنامج، وضياع ساعاته، والتمطي والتثاؤب وانهداد الحيل، والشكوى من نقص الفيتامينات، وخاصة فيتامين «د»! «وين بتحصلون على فيتامين «د» وأنتم تصبحون «مِنْيَلّغين» للضحى العود»؟
• «يا أخي بصراحة.. يتملكني العجب حينما ترى عرباً يتعازمون، ويحلفون، ويتنازعون عند دفع الفاتورة، ويكادون أن يشقوا جيوب بعضهم بعضاً، حتى يوحى للنادلة أنها مشاجرة حقيقية، وينتقل الخوف، ورعب المعازمة لها، فيدبّ الفزع بين أضلعها، وتخشى أن يصل الشر إلى الصحون والكاسات، وبالمقابل حينما ترى فوجاً سياحياً يابانياً، وهم يتحركون زرافات، ويدفعون فرادى، أو حينما يتحرك واحد من المجموعة منتقى، والبقية لابدة، ويدفع ببطاقته الائتمانية، ومن ثم يرسل رسالة «س.أم.س» مباشرة لكل واحد منهم، وما يتوجب عليه دفعه، ليبيت كل واحد قرير العين، صافي الذهن، لا يشغل تفكيره تفاصيل الغالب والمغلوب، والدافع والمغروم، ويتفرغ لصناعة ثلاجة صغيرة أو تلفزيون قليل السماكة، كثير الوضوح. بعض جماعتنا يدفعون، ومن ثم يندمون، وبعضهم تخلص فلوسهم قبل غيرهم، وبعضهم يتملكهم الشعور بالغبن، ولا يتفرغ حتى لصنع دلة لقهوة سريب، ونظل على «تجلى» الدلال اليابانية، والسبب كثرة المعازم، والحلف والتنازع عند دفع الفاتورة!
• الحرمة.. تريدها تعطل مشاريعك، وتريد وجع الرأس من دون فائدة؟ اجلس ناقشها، واشرح لها الحيثيات والبُعد الإستراتيجي، ومن خلال منظور أو وفق مفهوم الرؤية الموحدة، ومن هالخريط اللي ما يجيب إلا الحموضة. تريد الرضا والهناء؟ أعطها من هالزَرّي والمخوّر، وهلّ اللي في رأسك في مدح ظلها العالي، ومقامها السامي، وشوف كيف تصير الأمور، والله لتحبك على رأسك طالع كل شمس، وإياني وإياك تقول لها مرة: صبغة شعرك مب زينة، ترا ما بتشوف إلا الخسارة الزائدة، وهدل ذاك البرطم الذي تشك فيه أحياناً، ومن ثم يتحول لنزاع مع صاحبة الصالون، وقد تكون فيه أنت طرفاً مشتركاً، كأن تنعتك صاحبة الصالون حين يشتد النزاع بينها وبين من خربت لون شعرها: زوجك هذا أصلاً «جنغل، ودابشة»، شو عرّفه بموضة صبغة الشعر، فترد الزوج المصون، وكأن أحداً داس على طرف ذيل ثوبها، صحيح زوجي «جنغل ودابشة» بس بعده أحسن من زوجك هـ «الدقس، درام الديزل» وتظلان، أيها الزوجان الغائبان، حاضرين في تلك المشاجرة «الصالونية» والتي ستطول، ويطول خصامهما إلى ما قبل أيام العيد!
• «يعني مطبات تقول سنام جمل، ورادار بو ستين، ومخالفة بستمئة درهم، ودوار قدامك وواحد تاركنه وراءك، ومخالفات غيابية، ومراقبة «الأخ الأكبر» بفضل الكاميرات الثابتة والنقالة، وعقب هذا كله تلقى واحد من إخوان شما عافداً بسيارته داخل الدوار، وطاحن ذيك النخيل، شو بقى بعد ما سووا؟ تريدونهم يحطون لكم مسامير تحت التواير، وإلا يغيرون الغرامة المرورية لغرامة اجتماعية بسحت الشارب، وزلغ اللحية، علشان يتوب بعض الناس من هالسرعة الزائدة، واللي في غير وقتها ولا مكانها وانتهت موضتها من زمان أيام تفحيص الويلات»!