السلام كلمة لها معنى هطول المطر على أرض يباب، وافتراش الغيمة سجادتها الحريرية في سماء النجوم، وحلم الطفولة في ليلة قمرية، وصعود المرأة جبال المشاعر المرهفة، ووجود الإنسان في خيمة الطمأنينة.
هكذا يصبح العالم بخير عندما يكون السلام من دون رتوش، ولا مساحيق تجميل، ولا مرايا مغبشة، ولا سماء مكفهرة، وبحر مسجور، ولا عيون فيها حول، ولا صدور فيها كدر، ولا قلوب مثل قماشة عتيقة، ولا عقول أشبه بكرة فاسدة.
هكذا يكون السلام نعمة كونية عندما تتخلص البشرية من تمزيق الحقائق، وتشتيت الثوابت، وترقيع القيم بما يتناسب مع الأقوياء وترك الضعفاء يئنون تحت وطأة العنف والضلال، وخراب الضمائر.
العالم اليوم يغط تحت حصائر قيظ حارق، ويموء أطفاله مثل قطط مأزومة بالتلظي، ولا أحد يلتفت إلى تلك البقاع من الدنيا التي لازمها البؤس بفعل الحقد والكراهية والظلم والضيم والظلام، لهذا أصبح من الضرورة حسم هذه المعادلة الكأداء وأداء واجب العدالة الكونية، وتخليص البشرية من المكاييل المغلوطة، وتجنب الكوارث التي تحيق بالعالم جراء هذا الفيض من الانفلات القيمي في ميزان الدول الممسكة بزمام بعنق الزجاجة العالمية والتي تستطيع أن تحرك الميزان باتجاه العدل، ليحل السلام في العالم من دون تهلكة، ومن عذابات البحث عن حروز الكهنة والمشعوذين.
الإمارات طالبت وتطالب العالم دوماً بوحدة الصف ضد الاصطفافات المخلة بالعدالة، والضاربة عرض الحائط مطالب المصابين بداء التهميش، والاستلاب.
كل هذا يحدث في عالم مضطرب، خرب متهالك الجدران؛ لأن الحلول جزئية، والضوابط مرتبكة، والنعوت مغايرة لما هو في الواقع فالسلام مشهوه، والعلاقات الدولية تحكمها مصالح ضيقة بائسة، يائسة، عابسة لا نفع فيها ولا جدوى من وجودها لأنها تضر الأكثرية وتسيء لمصالح دول وقعت تحت سكين الشوفينية، حتى أصبحت طرائق قددا، وصارت ترزح تحت نيران البؤس العقائدي، أو العرقي، مما جعل الكرة الأرضية تفرز صخورها الصلدة التي لا مجال للتخلص من وعورتها، ومسامها المفتوحة على الغبار.
اليوم يجب أن يسمع العالم نداء الإمارات إلى الدول الكبرى والصغرى والمنظمات الدولية بأنه لم يفت الوقت بعد وهناك من اللحظات الحازمة التي تعطى مجالاً لحل هذه المعضلة والواجب يقع على جميع الدول، ففي تضامنها وتعاونها تستطيع القضاء على شأفة هذه الجائحة العالمية ليعيش العالم في سلام ووئام وتنتعش القلوب بالحياة المطمئنة، وتبدأ المجتمعات في إعادة ترتيب أولوياتها في البناء والتشييد وصناعة غد الأطفال بعيداً عن التغضنات، واكفهرار الجبين.
العالم بحاجة إلى مدرسة الإمارات السلمية لكي يقضي على آفة الضعف والهوان، والتخلف.