لفتة حضارية وإنسانية، تجسد قيم إمارات الخير والمحبة والوفاء، بزيارة معالي علي سعيد النيادي، رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات، مقيمة عربية في أحد مستشفيات العاصمة، والاطمئنان على صحتها إثر أصابتها خلال مساعدتها في إخلاء المصابين، جراء حادث حريق شب بإحدى البنايات في منطقة الخالدية بأبوظبي مؤخراً.
 وكانت إيمان الصفاقسي، الأم التونسية الشابة في منزلها، عندما سمعت صوت انفجار أنبوبة غاز في أحد المطاعم ببناية مجاورة، فهرعت على الفور لمساعدة المصابين، وبينما هي كذلك انفجرت أسطوانة غاز ثانية فأصيبت بإصابات مختلفة، نقلت على أثرها إلى المستشفى.
خلال الزيارة، أعرب معالي النيادي عن تمنياته لها بالشفاء العاجل وموفور الصحة والعافية، مشيداً بدورها وشجاعتها في مساعدة المصابين، ومؤكداً أن تقديم العون ومساعدة الآخرين من القيم المتجذرة في مجتمع دولة الإمارات، بمختلف أطيافه من مواطنين ومقيمين، والذي يتجلى في أفراده خلال مختلف المواقف، وأن ما قامت به يعبر عن إنسانيتها وإدراكها للمسؤولية تجاه الآخرين، كونها فرداً ضمن مجتمع يسوده التضامن والتآزر، هذا المجتمع الإماراتي الأصيل عبر عن اعتزازه بالبطلة والأم لطفلين والمقيمة في منطقة الخالدية في أبوظبي منذ أربع سنوات، والمعروفة لدى الأقارب والأصدقاء بحبها لأعمال التطوع، وأطلق وسما تحت عنوان «الإمارات تعتز بإيمان».
 حادثة تقع بصورة ما في الكثير من المجتمعات، ولكنها في الإمارات تكتسب خصوصية مستمدة من الصورة الزاهية لمجتمع الإمارات الذي جُبل على أن يكون أسرة واحدة تحت ظلال «البيت المتوحد»، أسرة واحدة متماسكة متضامنة متآزرة، تعمل دائما في الخير وللخير، أسرة كل فرد فيها يشعر بالانتماء لها بحب، وتغمره مشاعر البذل والعطاء والإيثار.
 ومن تلك الحادثة أيضاً نستشعر أهمية وعظمة العمل التطوعي الذي سطرته الإمارات منذ عقود وحببته للجميع، وهي توفر لهم فرص التدريب والتأهيل في مختلف المجالات والميادين، وخير شاهد على ذلك الدور الكبير والجليل الذي قامت وتقوم به فرق المتطوعين خلال جائحة كورونا، جنباً إلى جانب مع أبطال خط الدفاع الأول من أطباء وممرضين وكوادر طبية.
كما أنها سانحة للتذكير بأهمية التدريب على أعمال الإسعافات الأولية وطرق ووسائل دعم فرق الإنفاد، ومساعدتها في مواقع الحوادث لتقوم بعملها على أكمل وجه. والتذكير كذلك بضرورة الالتزام باشتراطات الأمن والسلامة والمعايير التي تحددها إدارات الدفاع المدني عند تخزين أسطوانات الغاز والتعامل معها. حفظ الله الإمارات.. و«شكراً إيمان».