التفكير بزراعة الأرض يعيدنا إلى اثني عشر ألف سنة مضت على عمر الإنسان يوم استقر هابطاً من قمة الشجر ليفلح الأرض ويبحث عن قوته في أحضان أمنا الأرض، ومن ذلك الزمن الإنسان يسيج الأرض، ويمد البصر إلى أبعد من قدميه، وذلك ليرخي ظلالاً على الحياة، والتي علمته كيف يخصب وعيه وكيف ينتقل من حالة الجمع والالتقاط، إلى وضع اليد في التراب، وإرواء التربة لكي يصنع غذاءه من حقول تعبه، وسهره، وتفكيره في تلوين طعامه بما يشكل فيوضاً في مادة بناء العقل والجسد. 
ومن ذلك الزمن والإنسان يجاهد في توفير لقمة العيش وبخاصة وتعداد السكان يتضاعف، وتكثر الأفواه التي تنفتح صباحاً ولا تغلق إلا في ساعات النوم ليلا، وهكذا تستمر عجلة البحث والتحري عن أجود وسائل الاكتفاء الذاتي، وتقصي حقيقة دفع العوز جانبا، والاقتراب أكثر من رخاء الموائد، وثراء المواقد. اليوم في الإمارات شعب يبدع في ابتكار الجديد المدهش في مختلف الميادين، وفي اقتناص الحداثة في مشاريع تنسجم مع الطموحات في بلاده. 
اليوم إنسان الإمارات يقود مرحلة التطور، ويبتكر، ولا يدخر جهداً في خلق واقع اقتصادي برونق الذين يحلمون، فيخلقون من الحلم مدهشات، ومذهلات، لا يقدر على تحقيقها إلا رجال ونساء خرجوا من أحشاء صحراء علمتهم كيف يخصبون جذع النخلة، وكيف يخضبون فسيح الجبال لتصبح مآلاً - لوعوب القمح- ويصير الرغيف واسع الحلقة بين أيدي امرأة احترفت معانقة عطر الخبز وهي ترقق العجين، ليكون في التنور قرصاً أشبه بدائرة الشمس الذهبية.
 قمح الإمارات - مسيرة لم تبدأ من زمن قصير، بل هي تنتمي إلى تاريخ هذا الشعب الذي صعد قمة الجبل، واستراح هناك ليقضي ردحاً من زمن بين كفوف الجبال الشم وهي تحرس مساحات خضراء، من الذهب الأصفر، أي قمح الإمارات، واليوم يستعد رجال الإمارات لدورة تاريخية رخية ثرية بمشاعر التصميم، والإصرار على إثبات أن الإماراتي خلاق في كل شيء، ومبدع في مختلف جوانب الحياة، وها هو قمح الإمارات يخوض التجربة وتنجح، بامتياز، وأمنياتنا بالتوفيق لكل مجتهد، وكل صاحب إرادة، وعزيمة.