كثيرة هي تساؤلات المهتمين بالشأن الكروي والمتابعين له عن إفرازات أكاديميات الأندية، خاصة خلال فترة التعاقدات الصيفية والشتوية، وحينما يكون الحديث عن فئة المقيمين المستحدثة، وتنافس الأندية للفوز بالصفقات الناجحة لدعم صفوفها، والمنافسة بهم في المسابقات المختلفة التي تنظمها رابطة المحترفين.
كلنا يعرف أن لدينا أكاديميات منتشرة في كل مدن الدولة، ولم نسمع بأن فريقاً ما استعان للفريق الأول، وحتى الرديف، بإحدى هذه الأكاديميات، في الوقت الذي يسعى فيه الجميع للتعاقد مع فئة المقيمين، قبل كل موسم، وحتى خلال فترة فتح باب التسجيل الموسمي.
سؤال تتناوله كل المنتديات، ومواقع التواصل الاجتماعي التي تضم كوكبة من المهتمين بالشأن الكروي، وتضم مجموعة من الضالعين، في المجال الكروي، كل تساؤلاتهم تتمركز حول إفرازات أكاديميات أنديتنا الغائبة لتفريغ ما لديها من مواهب، تم صقلها في هذه الأكاديميات التي تعتمد عليها أنديتنا منذ إنشائها إلى يومنا هذا.
وقد يكون منهم خريجو تلك الأكاديميات، إلا أن دورها لا يتعدى «تكملة العدد»، من دون ذكر لها، أو من أصحاب المواهب التي تجعلنا نثق بها في دعم صفوف أنديتنا في المرحلة الأولى، وفي صفوف منتخباتنا في مراحل لاحقة.
ونكاد لا نشعر بتلك الأكاديميات، إلا عند الصفقات غير الناجحة لبعض الأندية وضياع الملايين من الأموال، بحثاً عن موهبة نكمل بها مسيرتنا الكروية في زمن الاحتراف، الذي يفترض أنه وصل إلى مرحلة من النضج، بعد أكثر من عقد من الزمن.
وبدورنا، نتساءل عن الجهة المعنية بالإشراف على تلك الأكاديميات ومتابعة مخرجاتها، خلاف الأندية صاحبة تلك الأكاديميات، أم أن هناك تكتماً على عملها، أو تدخلاً في شؤونها؟ وكأن الأندية تعمل بمعزل عن الاتحاد والرابطة في هذا المجال، أو أنها شأن داخلي لا يحق لأية جهة التدخل فيها أو فك طلاسمها؟ وهي لم تخرج لنا لاعباً يشار له بالبنان، رغم مرور سنوات على إنشاء الغالبية منها.
نتمنى أن يكون لرابطة المحترفين واتحاد كرة القدم دور إشرافي على هذه الأكاديميات، ومتابعة مخرجاتها، فكرة القدم ليست حكراً على الأندية فقط، وإنما هناك أطراف أخرى يجب أن تقوم بدورها ومتابعة تلك الأكاديميات، ببرامج تخدم مسيرتنا الكروية، وتحقق أهدافها في المرحلة المقبلة، والعمل الجماعي هو سر التفوق والتميز في المرحلة المقبلة.